قال خبراء عقاريون لـ«الرؤية»، إن ميل المواطنين والمقيمين للادخار وترشيد الإنفاق بسبب أزمة «كوفيد-19» أدى إلى تباطؤ في عجلة القطاع العقاري بدولة الإمارات، خاصة بإمارة دبي، لا سيما في حركة مبيعات الفلل الفاخرة، وهي واحدة من أقوى العوامل الاستثمارية بالسوق، الذي من المتوقع أن يستمر خلال العام 2020.
وقال مدير عام التسويق والمبيعات لدى شركة «الرواد للعقارات»، علاء مسعود، إن تأثير أزمة كورونا أقوى من أزمة السيولة التي ضربت الأسواق العالمية سنة 2008 حيث تم عزل العالم كله فلا دخول ولا خروج من مطارات الدول بسبب سرعة انتشار الفيروس، وهو ما أدى بالفعل لعزوف المستثمرين ومحبي السفر والتنقل والحياة الفارهة من الاستثمار في الفلل الفاخرة بدبي خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن الأزمة الحالية غيرت من حجم الإنفاق في مجال العقارات، والذي أصبح 80% منه يعتمد كلياً على المواطنين الإماراتيين والمقيمين العرب والأجانب من أصحاب الهجرات الداخلية الذين يرغبون في التنقل بين إمارات الدولة أو الذين يرغبون في تطوير نمط العيش لديهم ومن ثم تم هبوط مبيعات الفلل الفاخرة.
وأوضح أن من العوامل الرئيسية التي تسببت في التوجه للوحدات السكنية التي تعتبر في متناول محدودي الدخل وتفضيلها عن الفلل الفارهة التي يفوق سعرها 10 ملايين درهم، هي التسهيلات البنكية وخطط الدفع التي تصل إلى 25 سنة كتمويل من أجل الانتقال من مرحلة الإيجار إلى التملك الطويل، والتي ظهرت بقوة بعد مرحلة عودة الأنشطة الاقتصادية.
ولفت علاء مسعود إلى أن مسارعة الحكومة لسن قوانين وتشريعات جديدة تهدف إلى جلب المستثمرين، على سبيل المثال، ما صدر مؤخراً بشأن الإقامة الذهبية التي ستلعب دوراً في توسيع قاعدة العملاء المهتمين بالاستثمار وشراء العقارات الفاخرة، ومن ثم من المتوقع أن يعود الطلب على ذلك النوع، خصوصاً مع عودة المؤتمرات الدولية والمعارض واقتراب انعقاد معرض إكسبو دبي 2020.
وأضاف أن تبني دولة الإمارات أنظمة ضريبة هي الأقل تكلفة على الشركات والأفراد عالمياً من العوامل التي ستجعل دبي المكان الأمثل لفرص أفضل لاستثمار آمن سيكون من العوامل التي تعيد النشاط بالقطاع الذي كان أكثر المتأثرين بالأزمة.
وأشار إلى أن المناطق الأكثر طلباً لشراء الفلل الفخمة في دبي والتي تستهوي المستثمرين الراغبين في ضخ أموالهم في ذلك النوع من العقار، هي تلال الإمارات، ونخلة جميرا، وجزر العالم دبي، وجزيرة جميرا باي.
وذكر مسعود، أن تلال الإمارات تعتبر من أوائل المجمعات السكنية الفاخرة في دبي، والتي لا تزال تتصدّر المراكز الأولى مناطق دبي الأكثر طلباً لشراء الفلل ويبلغ سعر القدم المربع فيها 459 دولار أمريكي، أي ما يعادل 1,686 درهماً إماراتياً.
وأوضح أن سعر القدم المربع للوحدات السكنية في جزيرة جميرا باي فتبدأ من 1,032 دولاراً أمريكياً (3,790 درهماً إماراتياً) للقدم المربع الواحد، وتعتبر الأغلى سعراً بين نظيراتها.
الاحتفاظ بالسيولة
من جانبه، قال الخبير العقاري والمدير العام لشركة «الليوان الملكي» للعقارات، محمد حارب، إن نسبة التراجع التي تسببت فيها الجائحة بمبيعات الفلل الفاخرة تتراوح ما بين 30% إلى 40% وهو بسبب الاتجاه للإدخار والميل للاحتفاظ بالسيولة.
وأشار إلى أن يجب على المطورين في تلك الفترة تبني خطط تحفيزية للقطاع بحيث تصل مدد السداد ببعض المشاريع إلى عشرة سنوات، كما يجب عليهم تبني طرق استثنائية هدفها التخفيف على المستثمرين بالقطاع، وخطط تسويق أيضاً تتناسب خلال فترة العام أو العامين القادمين وهي الفترة التي المتوقعة أن تظل فيها الآثار السلبية للأزمة الراهنة.
الاستخدام الشخصي
بدوره، قال الخبير العقاري عبدلله عبدالقادر المقيم بدبي، إن العقارات الفارهة بشكل عام يغلب عليها جانب الاستخدام الشخصي وليس الاستثماري، مما جعل فئة المشترين المستهدفة لهذه النوعية تؤجل قرار الاستثمار في الوقت الحالي حتى يستعيد القطاع نشاطه.
ونصح المطورين العقاريين بالتكيف مع هذا الوضع الجديد عن طريق تخفيض هامش الربح وتقديم العديد من التسهيلات في السداد والعديد من القيمة المضافة في العقار ذاته وتخفيض رسوم الخدمات باقصى حد ممكن مع الحفاظ على الجودة لتشجيع عملية المبيعات.
كما نصح عبدالقادر المشترين باستغلال الفرصة الحالية، نظراً لأن الأسعار في أرقامها التاريخية نزولاً حيث إن الوضع الراهن يكسبهم قوة التفاوض مع البائعين بحيث سيكون لهم الكلمة العليا في عملية الشراء نظراً لضعف الطلب لهذه الفئة من العقارات.