الأربعاء - 15 يناير 2025
الأربعاء - 15 يناير 2025

إنتاجية أقل و«إيميلات» أكثر .. مكاتب العمل وجهاً لوجه هل هي مجرد «خدعة» ؟

إنتاجية أقل و«إيميلات» أكثر .. مكاتب العمل وجهاً لوجه هل هي مجرد «خدعة» ؟
مسار طويل مرت به مكاتب العمل في شكلها منذ أن كانت غرفاً مغلقة لتصبح مساحات مفتوحة سعياً من الشركات لتوفير النفقات وضمان التفاعل والتواصل بشكل مباشر بين الموظفين من أجل تعزيز إنتاجيتهم في الأخير.

لكن هل تضمن فعلاً مساحات العمل وجهاً لوجه رفع مستوى الإنتاجية؟ سؤال أجابت عنه دراسة أجراها باحثون في جامعة هارفارد مؤخراً .. وبالسلب عكس الكثير من التوقعات !.

الدراسة التي رصدت ظروف العمل في شركات أمريكية عدة تتبنى وسيلة العمل هذه، أشارت إلى أن هذه المساحات تتسبب بنقص في التفاعل المباشر بين الموظفين حتى 70 في المئة رغم وجودهم في مكان واحد وجهاً لوجه وانشغالهم بدلاً من ذلك في تبادل الإيميلات والرسائل القصيرة.


أصبح الموظفون أكثر تردداً في تقديم تعليقات سلبية أو معالجة مشكلات حساسة أمام الزملاء


كيف تمت الدراسة؟

جهز الباحثون، حسب موقع المنتدى الاقتصادي العالمي، موظفين في هذه الشركات ببطاقة إلكترونية ترصد عدد المحادثات اليومية ونوعيتها، وعدد «الإيميلات» والرسائل القصيرة المتبادلة بين الزملاء في مقصورات العمل العادية وبعد «الدوام» في المكاتب المفتوحة .

ووفقاً لنتائج الرصد، خلُصت الدراسة إلى انخفاض يصل إلى 70 في المئة في التفاعل بين العمال في هذه المساحات، و زيادة كبيرة جداً في عدد المكالمات عبر الأجهزة الرقمية، وارتفاع بنحو 56 في المئة في الإيميلات المتبادلة، إضافة إلى زيادة عدد الرسائل الفورية بنحو 40 في المئة.

وحسب الدراسة، يصبح الموظفون بعد انتقالهم إلى المساحات المفتوحة أكثر تردداً في تقديم تعليقات سلبية أو معالجة مشكلات حساسة أمام الزملاء، ما يدفعهم للعثور على طرق خاصة للتفاعل. وبدلاً من التحدث مع بعضهم البعض، تحول المشاركون في الدراسة إلى هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم

وبالنسبة لمعدي الدراسة، فقد فشلت المساحات المفتوحة فعلياً في المهمة التي وجدت أصلاً لها وهي زيادة مستوى التفاعل والتعاطي المباشر بين الموظفين، ورفع مستوى الإنتاجية، لافتين إلى أنه كلما زاد قرب المتعاونين من بعضهم البعض قضوا وقتاً أكثر في إرسال الإيميلات وتبادلها، وإذا أخذنا في الإعتبار الضوضاء التي تحيط بالمكان فإن الفشل سيكون حينها مضاعفاً

العمل من المنزل هل يكون البديل؟

وفيما باتت المساحات المفتوحة وسيلة قديمة بعض الشيء، تتجه أنظار الكثيرين إلى أسلوب العمل من المنزل باعتباره بديلاً لرفع الإنتاجية مع تزايد الاهتمام به خصوصاً في الاقتصادات الكبرى.


ووفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن نسبة الموظفين الذين يعملون من منازلهم في الولايات المتحدة تقارب الخمسة في المئة في الوقت الجاري