ينطلق المنتدى الاقتصادي العالمي، غدا الاثنين، في دافوس بسويسرا، مع التركيز في الاجتماع السنوي الذي يستمر حتى يوم الخميس هذا الأسبوع على عدة قضايا أبرزها الحرب في أوكرانيا ووباء كورونا وتغير المناخ.
ومن بين القضايا التي تثار خلال المنتدى، تداعيات الحرب على سلاسل التوريد وإمدادات الطاقة والأمن الغذائي.
ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الكلمة الأولى في المؤتمر، وإن كانت مشاركته سوف تكون عبر الانترنت. ثم يتوقع أن يحل كل من عمدة كييف فيتالي كليتشكو وشقيقه فلاديمير ضيفين على المنتدى.
وفي الاجتماع، يعتزم وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الإدلاء بكلمة خلال مناقشة حول رغبة بلاده في تقليل الاعتماد على واردات الطاقة الروسية. ومن المقرر أن يلقي المستشار الألماني أولاف شولتس أيضا كلمة خلال المؤتمر يوم الخميس.
وخلال الاجتماع الذي يستمر 4 أيام في منطقة الألب السويسرية، يناقش 2500مشارك تقريبا من مسؤولي السياسة والأعمال والمجتمع حلولا للمشكلات الدولية.
كان للمنتدى دور أساسي في السياسة العالمية منذ تأسيسه عام 1971، حيث ساعدت المفاوضات في المنتدى اليونان وتركيا على تجنب الحرب على قبرص في الثمانينيات.
وفي عام 2000، أطلق المنتدى «التحالفَ العالمي للقاحات والتحصين» الذي ساعد في شحن ما يزيد على مليار لقاح كوفيد-19 حول العالم.
ومن بين أبرز الحاضرين لهذا العام رئيس البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، ورئيس صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين، حسبما جاء في مقالة نشرها موقع «بلومبيرغ» حديثاً.
رغم أن الرئيس جو بايدن سيغيب عن هذا الاجتماع، سيحضر العشرات من رؤساء الدول الآخرين، كما يبدو الوجود الصيني ضئيلاً، بخلاف المديرين التنفيذيين لشركات مثل «علي بابا» و«آنت غروب» و«تنسنت»، في حين يغيب جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة «جي بي مورغان تشيس».
كما يغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار رجال الأعمال الروس، فيما يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر تقنية الفيديو.
وأدَّت أوجه عدم المساواة والفوضى في سلسلة التوريد الناجمة عن جائحة كوفيد-19 إلى زعزعة النظام العالمي المترابط.
كما حفَّزت الحرب في أوكرانيا انفصال روسيا واقتصادها عن الغرب، ما عجَّل بعكس اتجاه العولمة التي بدأت مع الحرب التجارية التي شنها الرئيس السابق دونالد ترامب على الصين.
ومع ذلك، لا يزال المنتدى الاقتصادي العالمي منتدى يحتلُّ فيه العمل موقع الصدارة، ولكنَّ الأعمال ليست في أفضل حالاتها الآن، فمن المرجح أن يكون العديدُ من الرؤساء التنفيذيين في دافوس رؤساءَ لشركات عانت من انخفاضٍ حادٍّ في أسعار الأسهم، حيث انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 20٪ هذا العام.
وتظلُّ توقُّعات النمو العالمي هشَّة للغاية، حيث بلغ التضخم مستواه الأعلى منذ عقود، بالتزامن مع تحرك البنوك المركزية، مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي، لتشديد السياسة النقدية في مجازفةٍ بتقليص الطلب الاقتصادي إلى حد التسبب في الركود.