ارتفع العائد على سندات الخزانة الإيطالية إلى أكثر من نقطتين مئويتين مقارنة بالعائد على السندات الألمانية لأول مرة منذ مايو 2020 في ظل ترقب المستثمرين لتشديد السياسة النقدية في منطقة اليورو وزيادة سعر الفائدة الأوروبية خلال الشهور المقبلة.
وأشارت وكالة بلومبيرغ للأنباء إلى ارتفاع الفارق بين العائد على سندات الخزانة العشرية الألمانية، وهي السندات القياسية في الأسواق الأوروبية ونظيرتها الإيطالية إلى 201 نقطة أساس خلال تعاملات اليوم الجمعة، وهو أعلى مستوى له منذ عامين.
وأضافت الوكالة أن فارق العائد، والذي يعتبر مقياساً لمستوى مخاطر السندات الإيطالية يواصل ارتفاعه للجلسة الـ13 على التوالي، وهي أطول فترة ارتفاع متصلة له منذ بدء رصد هذه البيانات في 1993.
يأتي ذلك فيما تزايدت المؤشرات على اعتزام البنك المركزي الأوروبي زيادة سعر الفائدة الرئيسية خلال يوليو المقبل، في ظل ارتفاع معدل التضخم في منطقة اليورو وزيادة الفائدة أكثر من مرة في الولايات المتحدة وبريطانيا، وهو ما سيزيد الضغوط على أدوات الدين لدول منطقة اليورو، خاصة الدول ذات معدل الدين العام المرتفع مثل إيطاليا وفرنسا.
وقال أولي رين عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي في مقابلة صحفية نشرت أمس، الخميس، إنه يتعين على البنك زيادة سعر الفائدة الأوروبية الأقل من 0% حالياً خلال اجتماعه المقرر في يوليو المقبل.
وأضاف رين محافظ البنك المركزي الفنلندي: «أعتقد أنه سيكون مبرراً زيادة الفائدة على الإيداع بمقدار 0.25% لتصل إلى 0% عندما يحل الخريف، بعد ذلك يمكن أن يستمر تطبيع السياسة النقدية تدريجياً وبطريقة استباقية».
وذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء أن هذه التصريحات بشأن تشديد السياسة النقدية مهمة لأنها تأتي من أحد الأعضاء الأكثر تأييداً عادة للسياسة المرنة في المجلس، وهو ما يشير إلى اتفاق أعضاء المجلس على توقيت زيادة الفائدة لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات.
كانت إيزابيل شنابل عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي قد قالت يوم الثلاثاء الماضي إنها تتوقع موافقة مجلس محافظي البنك على زيادة سعر الفائدة في منطقة اليورو لكبح جماح التضخم خلال يوليو المقبل.
وأضافت في تصريحات لصحيفة هاندلسبلات الألمانية: «لا يكفي الكلام الآن علينا أن نتحرك... من منظور اليوم أعتقد أن زيادة سعر الفائدة في يوليو المقبل ممكنة».
جاءت تصريحات شنابل بعد أيام قليلة من تصريحات نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لويس دي جويندوز التي أشار فيها إلى أن يوليو المقبل لحظة ممكنة لزيادة سعر الفائدة رغم أنه قال إن هذا غير محتمل.