أظهرت بيانات في كوريا الجنوبية أن أسعار واردات القمح في البلاد الجنوبية ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في مارس الماضي منذ 13 عاماً بسبب تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا واختناق سلاسل التوريد العالمية، ما فرض ضغوطًا تصاعدية على أسعار المواد الغذائية في البلاد.
وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية اليوم السبت أن أسعار واردات البلاد من القمح للطن الواحد وصلت إلى 402 دولار أمريكي الشهر الماضي، وذلك بزيادة نسبتها 8.8% عن الشهر السابق عليه، وهي أعلى زيادة لها منذ ديسمبر 2008، وفقاً للبيانات الصادرة عن دائرة الجمارك الكورية ومصادر صناعية.
ويرجع الارتفاع الكبير في أسعار واردات القمح إلى تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وارتفاع كلف الشحن البحري نتيجة لاضطراب سلاسل التوريد العالمية.
ونقلت يونهاب عن مراقبي السوق القول إن كوريا الجنوبية تستورد القمح من روسيا وأوكرانيا بشكل أساسي لتغذية الحيوانات، لكن الأزمة الأوكرانية أدت إلى ارتفاع الأسعار العالمية للحبوب.
وفي مارس، استوردت كوريا الجنوبية 429 ألف طن من القمح بقيمة 172.5مليون دولار.
وكان سعر استيراد طن القمح من الولايات المتحدة هو الأعلى، بواقع 475 دولاراً، ثم بــ452 دولاراً، وأستراليا بـ360 دولاراً.
وقال محللون إن هناك مخاوف من أن تؤدي القفزة في كلف استيراد القمح إلى ارتفاع الأسعار المحلية للأغذية التي تعتمد على القمح وكلف تناول الطعام خارج المنزل.
وبالإضافة إلى ذلك، أعرب المحللون عن قلقهم من أن أسعار استيراد القمح من المرجح أن ترتفع أكثر في المستقبل بسبب الحرب الطويلة في أوكرانيا واختناق سلاسل التوريد العالمية.
ونمت أسعار المستهلك في كوريا الجنوبية بنسبة 4.1% على أساس سنوي في مارس بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وسط الحرب الروسية على أوكرانيا، لتتجاوز حاجز 4% لأول مرة منذ ديسمبر 2011.