الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

الهند: مستعدون لإطعام العالم

الهند: مستعدون لإطعام العالم
ترتفع حدة المخاوف العالمية نتيجة ارتفاع أسعار السلع الأساسية، خاصة الغذائية؛ لأسباب تتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية، وما سبقها من أزمة جائحة كورونا، ومشاكل سلاسل التوريد، وغيرها من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى أعلى مستوياتها قبل الأزمة الروسية الأوكرانية، والتي تسببت في دورها في مزيد من المشكلات، خاصة أن روسيا وأوكرانيا هما سلة غذاء وطاقة العالم، وخاصة للقارة الأوروبية، فهم يوفرون ثلث مبيعات القمح سنوياً على المستوى العالمي، وكذلك 55% من زيت دوار الشمس، و15% من الذرة والشعير.

ارتفاع قياسي في الأسعار

الارتفاع الحالي في الأسعار أصبح قياسياً، وفقاً لما تؤكده منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فقد قفزت الأسعار إلى ما هو أعلى من أزمة 1990، ففي العام المذكور كان هناك انهيار في الاتحاد السوفييتي، وأزمة حرب الخليج، ومشكلات اقتصادية كبيرة اجتاحت العالم أجمع.

اقتصاد أمة المليار

وتثير الهند تساؤلاً عبر منصاتها الإعلامية، وهو: «هل الهند مستعدة الآن لإطعام العالم؟»، وربما يعود سبب الدهشة إلى أن العالم يخشى من حدوث مشكلات أكبر في الدول التي تضم كثافة سكانية عالية مثل الهند، والتي يبلغ عدد سكانها الآن ما يقرب من مليار و400 مليون نسمة، أي أن أزمات الغذاء تصبح أكثر حدة وتأثيراً في بلدان مثل الهند، إلّا أن المصادر الهندية كشفت عن أن البلاد يمكنها حماية نفسها من أي خطر يتعلق بارتفاع أسعار الغذاء، أي أن مفهوم الاكتفاء الذاتي يسجل حضوره واقعياً على الأرض.

وجه الهند النسائي الشاب

سنيها دوبي، شابة هندية في مستهل مسيرتها للعمل في الخارجية الهندية، فهي سكرتير أول في بعثة الهند بالأمم المتحدة، تحدثت بكل فخر عن مقدرة الهند على توفير الغذاء للعالم أجمع، حيث قالت: «تحديات الأمن الغذائي على المستوى العالمي، والتي جاءت بسبب أزمة أوكرانيا تتطلب من الجميع التعامل معها بشكل خلّاق، ولا يمكن بحال من الأحوال حل مثل هذه المشكلات بدون تعاون حقيقي بين دول العالم، وحل المشكلات التي تمنع هذا التعاون، وقد أكد رئيس الوزراء مودي في اجتماع افتراضي مع الرئيس الأمريكي بايدن إن الهند لديها غذاء يكفي شعبها، وهي مستعدة لتزويد العالم بمخزون إضافي من السلع الغذائية، اعتباراً من الغد، ويبدو أن المزارع الهندي أصبح مستعداً لإطعام العالم أيضاً، ولكن يجب أن يحدث ذلك بالتنسيق مع الجميع ووفقاً للقوانين الدولية والمنظمات العالمية».

مساعدات هندية للعالم

الأمر لا يتعلق بالقدرة الهندية على تصدير الغذاء للعالم فحسب، وخاصة القمح الذي حققت فيه معدلات إنتاج مرتفعة وفائضاً كبيراً للتصدير، بل إن للأمر أبعاد أخرى تتعلق بمقدرة الهند على مساعدة بعض الدول إنسانياً، مما يؤشر إلى أن الهند كانت بمثابة عملاق اقتصادي ينمو بعيداً عن أعين العالم، وتسببت الأزمة الأوكرانية في تقديم هذا العملاق للعالم، خاصة فيما يتعلق بالمقدرة على توفير الغذاء للعالم، وكذلك تقديم مساعدات إنسانية لدول فقيرة.

وقالت سنيها دوبي عن ذاك: «قررنا التبرع بـ 50 ألف طن متري من القمح لأفغانستان، وكذلك 10 آلاف طن من الأرز لميانمار، لقد تسبب الحرب في أوكرانيا في حالة اقتصادية سيئة في كثير من دول العالم، والهند تتحرك بصورة إنسانية، وعلى المستوى السياسي لدينا مواقف محايدة، مع التأكيد على أن المخاوف الناشئة من الأزمة الأوكرانية يجب أن يكون لها الأولوية في المعالجة على المستوى الدولي».