السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

مصر تستقبل 22 مليار دولار من دول خليجية لدعم اقتصادها

مصر تستقبل 22 مليار دولار من دول خليجية لدعم اقتصادها

توجه دول عربية خليجية ما يصل إلى 22 مليار دولار لمصر لمساعدتها في التغلب على الأزمة، وهي ثالث عملية إنقاذ من نوعها في عقد، وذلك في الوقت الذي يترقب فيه المحللون مرونة أكبر في سعر الصرف لتجنب أزمات في المستقبل.

وسمح البنك المركزي بتراجع الجنيه المصري، الذي كان مستقراً منذ نوفمبر 2020، بنسبة 14% مقابل الدولار في 21 مارس بعد أن دفعت الحرب الروسية على أوكرانيا مستثمرين لسحب مليارات الدولارات من أسواق أدوات الخزانة المصرية.

وقالت السعودية الأسبوع الماضي إنها أودعت خمسة مليارات دولار لدى البنك المركزي المصري وإنها ستضخ المزيد من الاستثمارات التي يمكن أن تجلب لمصر ما يصل إلى عشرة مليارات دولار من العملات الأجنبية.

وقال مجلس الوزراء المصري إن قطر تعهدت بصفقات استثمارية بخمسة مليارات دولار، ومن المتوقع الإعلان قريباً عن تفاصيل بشأن شراء صندوق أبوظبي السيادي إيه.دي.كيو لحصص تشير تقارير إلى أن قيمتها تبلغ ملياري دولار.

وأتاحت تلك المساعدات لمصر تأجيل اتفاق مع صندوق النقد الدولي وإنفاق المزيد على دعم الجنيه، وفي 2016، خفضت مصر قيمة الجنيه للنصف، وأودعت السعودية نحو ثلاثة مليارات دولار وأودعت الإمارات مليار دولار لدى البنك المركزي، وأبرمت القاهرة اتفاقاً مع صندوق النقد في نوفمبر 2016.

وواصلت مصر تحقيق نمو خلال جائحة فيروس كورونا لكن عجز المعاملات الجارية لديها زاد مع ارتفاع تكاليف الواردات وتضاؤل ​​عائدات السياحة. وقالت الأسبوع الماضي إنها تجري محادثات مع الصندوق بشأن احتمالات الحصول على أموال ودعم فني للتحوط من آثار الأزمة الأخيرة.

وقال عمرو عدلي، الأستاذ المساعد بالجامعة الأمريكية في القاهرة، إن التدفقات الوافدة من حلفاء القاهرة الخليجيين ستطمئن صندوق النقد وتشجع المستثمرين الأجانب على العودة إلى سندات الخزانة المصرية قصيرة الأجل ذات الفائدة المرتفعة، ما يجعل البلاد لا تزال عرضة للتأثر بالصدمات المالية العالمية.

وقال محللون آخرون إن العملة المصرية قد تتعرض لمزيد من الضغوط مع نمو التضخم بفعل ارتفاع أسعار السلع الأساسية عالمياً، ما يفاقم متاعب الجنيه.

وقال إتش.إس.بي.سي في مذكرة «ما زلنا نؤمن بضرورة تبني نظام أكثر مرونة لسعر الصرف للتعامل مع نقاط الضعف في الحساب الخارجي لمصر القائمة منذ فترة طويلة».

وأضاف «ولكن مع الانفراجة التي توفرها التدفقات الثنائية وعدم وجود شروط على صعيد السياسة مرتبطة بها على ما يبدو، فإن الضغط من أجل تغيير جوهري في نظام سعر الصرف قد يكون بصدد التلاشي».

وفي يوم تخفيض قيمة العملة، شددت لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي على «أهمية استمرار مرونة سعر الصرف لاستيعاب الصدمات».

سجل الجنيه المصري 18.22 أمام الدولار الاثنين، وهو ما يزيد بفارق بسيط على مستوى 18.17 للدولار الذي هبط إليه الجنيه في 21 مارس.

وقالت مونيكا مالك من بنك أبوظبي التجاري إنه نظراً لأن مصر قد تجاوزت حصتها من الاقتراض من صندوق النقد الدولي، فإن أي مساعدة جديدة يمكن أن تشمل تمويلاً من مؤسسات أخرى متعددة الأطراف ومكونات ثنائية مثل دول مجلس التعاون الخليجي.

وقالت «من المرجح أن تساعد إجراءات الدعم الخليجية مصر على تلبية متطلبات صندوق النقد الدولي بموجب معيار الوصول الاستثنائي».