استوردت الصين من روسيا في الشهر الماضي ضعف كمية الغاز الطبيعي المسال التي استوردتها قبل عام، على الرغم من ضعف الرغبة في الشراء الفوري بسبب ارتفاع الأسعار، حيث جاءت الزيادة مع انخفاض إجمالي واردات الغاز الطبيعي المسال في الصين بنسبة 12% عن العام السابق وارتفاع حصة روسيا إلى 8%.
بينما اشترى ثاني أكبر مشترٍ للوقود فائق البرودة في العالم ما يقرب من 401000 طن من روسيا في فبراير، وذلك وفقاً للبيانات الجمركية الرسمية الصادرة يوم الأحد، يسعى المشترون الصينيون إلى تنويع محافظهم بما يتماشى مع جهود الدولة للحد من اعتمادها على مصدر واحد منفرد. وجاء الانخفاض في إجمالي الواردات مع ارتفاع الأسعار الفورية بسبب العرض المحدود في أوروبا بعد غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير، حيث كانت معظم صفقات الاستيراد ستبرم قبل ذلك، حسب مقالة نشرتها بلومبيرغ.
وأظهرت البيانات الجمركية أنّ واردات روسيا من الغاز الطبيعي المسال لا تزال في أعلى مستوياتها بالنسبة لأكبر الموردين (أستراليا وقطر) في فبراير حيث بلغت 5000 يوان (786 دولاراً) للطن الواحد، كما شهدت الأسعار المرتفعة انخفاضاً في إجمالي واردات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 8.7% على أساس سنوي في الشهرين الأولين من عام 2022، حيث لجأ المشترون إلى استخدام الفحم المحلي الأرخص مع تعرض الطلب للضغط بسبب تفشي الوباء والطقس الدافئ.
كما ارتفعت واردات الصين من الغاز المرتبط بالنفط في فبراير بنسبة 6.9% بعد أن سجلت نمواً بنسبة 12% في العام الماضي، وصرحت إحدى أكبر شركات الغاز في المدينة «إي إن إن إنيرجي هولدينغز» (ENN Energy Holdings) الأسبوع الماضي بأن التدفقات من روسيا زادت رغم عدم وجود أي انهيار حسب البلد.
فضلاً عن ذلك، أدت الحرب في أوكرانيا إلى تعقيد دور روسيا في توريد السلع إلى الصين وإلى تعليق الكثير من الصفقات، في حين ينتظر المشترون إشارات سياسية أكثر وضوحاً، رغم أنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت الخصومات المحتملة على الوقود الروسي ستغري المستوردين الصينيين بينما يتجنبه نظراؤهم الدوليون.