قال محللون استراتيجيون في مجموعة «غولدمان ساكس»، إنّ الأسواق العالمية قد تكون مسترخية أكثر من اللازم بشأن مخاطر الهبوط المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.
وحذر المحللون، وفقاً لمذكرة بحثية نقلتها وكالة بلومبيرغ الإخبارية، من أن الأسعار الحالية لم تعُد تعكس مزيداً من السيناريوهات السلبية.
وقال الخبيران الاستراتيجيان دومينيك ويلسون وفيكي تشانغ، إن الأداء المتفوق الأخير للأصول الأوروبية، وتغير اتجاه أسعار النفط بعد المكاسب الحادة، يشيران إلى تلطيف كبير في تقييم السوق للتداعيات العالمية للغزو.
وأضاف الخبيران، بحسب المذكرة، أن الأصول أصبحت الآن «أكثر عرضة للمخاطر إذا ثبت أن التقدم نحو التوصل إلى حل، أمر مستبعد، أو إذا تعطلت إمدادات الطاقة على نحو خطير».
ويقترب مؤشر «ستوكس يورب 600» القياسي الأوروبي من محو كل الخسائر التي تكبدها منذ بدء العمليات العسكرية الروسية لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، فيما يراوح مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» حالياً فوق مستوى الإغلاق الذي سجله عشية بدء الهجوم.
وفي ظل السيناريو السلبي لمجموعة «غولدمان ساكس»، يمكن أن يؤدي الاضطراب الشديد في تدفقات الغاز من روسيا إلى اقتطاع 2.5 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي، و0.25 نقطة من الناتج الاقتصادي الأمريكي هذا العام.
ووفقاً للاستراتيجيين، يمكن أن يدفع تدهور الصراع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» للانخفاض إلى 4.059 نقطة، أي بهبوط نسبته 8% تقريباً عن إغلاق يوم الخميس الماضي.
وقال المحللان الاستراتيجيان: «لم تعُد حالتنا السلبية تنعكس بشكل جيد في عديد من المجالات، وأصبح الآن تحديد التحوطات المحتملة أسهل مما كان عليه الأمر لأسابيع عدة. عند تعديل تقلبات الخيارات، تبرز صفقات شراء النفط، فيما تبدو الأصول الأوروبية الآن أيضاً مفضلة أكثر للتحوط ضد مخاطر التقلبات».
ويتفق إيمانويل كاو، الخبير الاستراتيجي في «باركليز» مع نظرة «غولدمان ساكس»: «إذ كتب في مذكرة للمتعاملين: قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من التقدم الجوهري لاستمرار حركة المخاطرة».
وتابع: «حتى لو حدثت هدنة قريباً، فمن غير الواضح ما إذا كانت العقوبات المفروضة على روسيا ستُرفع على الفور... ولذا فإن التأثير السلبي في النمو وارتفاع معدلات التضخم سيظل أمراً واقعاً».
وحذرت الولايات المتحدة مؤخراً من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يذهب إلى حد التهديد باستخدام الأسلحة النووية إذا استمرت المقاومة الأوكرانية الشديدة للغزو الروسي.