السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

صدمة في أسواق السلع والمعادن مع تزايد المخاوف من مخاطر الإمدادات الروسية

صدمة في أسواق السلع والمعادن مع تزايد المخاوف من مخاطر الإمدادات الروسية

تسبب الارتفاع الصاروخي في أسعار الطاقة العالمية، والمخاوف من شح المعروض، في صدمة في أسواق السلع والمعادن في ظل تصاعد الأحداث المتعلقة بحرب روسيا وأوكرانيا، وسط تزايد التكهنات بزيادة العقوبات على موسكو من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

قال البيت الأبيض، إنه يناقش مع الحلفاء حظراً محتملاً على نفط روسيا، ما أسفر عن صعود أسعار النفط وتنامي المخاطر الجيوسياسية عقب هجوم روسيا على جارتها الصغرى.

وبحسب وكالة بلومبيرغ الإخبارية، فإن صعود أسعار الطاقة يعني زيادة في تكاليف الشركات المصنّعة، بما فيها مصاهر المعادن، وهو ما يفاقم تهديد الإمدادات، حيث يجابه تجار السلع العقوبات الموقعة على موسكو.

ومع توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة وسط تصاعد الحرب في أوكرانيا. ارتفعت العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم أبريل 1.84% أو بقيمة 36.2 دولار إلى 2002.80 دولار للأوقية للمرة الأولى منذ أكثر من 18 شهراً.

كما وصلت أسعار البلاديوم إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بسبب تفاقم المخاوف من احتمالية عرقلة صادرات روسيا، التي تعد واحدة من كبار المنتجين للمعدن، نتيجة للعقوبات المفروضة على الدولة بعد غزوها أوكرانيا.

وتستحوذ روسيا على 40% من جميع الإنتاج المستخرج من المعدن، الذي يُستخدم غالباً في المحولات الحفازة الموجودة بالسيارات المعتمدة على البنزين.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال مجدداً، أمس الأحد، إن الحرب ستستمر حتى تقبل أوكرانيا مطالبه، وتتوقف عن المقاومة، ما يقلص الآمال في الوصول إلى تسوية عبر المفاوضات.

وبحسب وكالة بلومبيرغ الإخبارية، ارتفعت أسعار النحاس، المستخدم بصناعة كابلات الطاقة والأسلاك، 1.5% إلى 10835 دولاراً للطن في بورصة لندن للمعادن، متخطياً مستواه القياسي السابق الذي بلغه في مايو.

وتشكل صادرات روسيا من النحاس 3.3% من الإنتاج العالمي تقريباً، حسب «جيه بي مورغان أند تشيس». وكانت إمدادات النحاس تواجه ضغوطاً متنامية عالمياً قبل أن يأمر الرئيس فلاديمير بوتين جيشه باجتياح الدولة المجاورة.

ويواجه تحول العالم نحو مصادر الطاقة المتجددة ووسائل النقل الكهربائي زيادة في الطلب على النحاس في غضون الأعوام المقبلة، ما يجعل السوق حساسة حيال القلاقل.

وقالت مجموعة «غولدمان ساكس» في مذكرة الجمعة، إن سوق النحاس «يسيء تقدير المخاطر التي تهدد الإمدادات القادمة من روسيا»، حيث كان رد فعل الأسعار على مخاطر نقص المعروض جراء غزو أوكرانيا محدوداً بطريقة نسبية. وتشير توقعات البنك إلى أن الأسعار ستبلغ مستوى قياسياً يصل إلى 12 ألف دولار خلال 12 شهراً.

وصعد سعر النحاس 1.1% إلى 10796 دولاراً للطن عند الساعة 10:07 صباحاً بتوقيت شنغهاي، بينما ارتفع سعر النيكل 16% إلى 33650 دولاراً للطن، وهو أعلى مستوى له منذ مارس 2008. وارتفع سعر الألمنيوم 3.9% قبل تتقلص الزيادة 3.2% إلى 3973 دولاراً للطن.

وحقق الألمنيوم أعلى مستوياته على الإطلاق حيث بلغ سعره 4 آلاف دولار للطن، بينما صعدت أسعار النيكل إلى أزيد من 33 ألف دولار للطن، وسجلت أسعار البلاديوم ذروة جديدة. يشار إلى أن روسيا مسؤولة عن 6% من إنتاج الألمنيوم على مستوى العالم.

كما صعد سعر النيكل إلى مستوى أعلى من 37 ألفاً، وهو أعلى مستوى في 15 عاماً.

وبالنسبة لأسعار القمح العالمية وتأثرها بتلك التطورات، فقد ارتفعت لتقترب من مستوياتها القياسية، حيث قطعت الحرب الروسية المحتدمة في أوكرانيا الإمدادات القادمة من إحدى سلاسل الخبز الرئيسية في العالم، ويُتوقع أن تعيق زراعة المحاصيل هذا الموسم، مهددة بأزمة شبه محتومة في جانب العرض بالنسبة للمستهلكين حول العالم.

وارتفعت أسعار العقود المستقبلية في بورصة شيكاغو لتبلغ الحد اليومي للجلسة السادسة على التوالي، حيث صعدت بنسبة بلغت 7% لتصل إلى 12.94 دولار لكل بوشل (27.25 كيلوغرام)، صاعدة فوق زيادتها الكبيرة التي بلغت 41% الأسبوع الماضي، وهو أكبر ارتفاع منذ ما يزيد على 6 عقود.

وصعدت أسعار السلع الأساسية بداية من الطاقة إلى المعادن والمحاصيل منذ بدء الغزو الروسي، ما أدى إلى تصاعد الضغوط التضخمية حول العالم وتعريض السياسة النقدية لتحديات جديدة.

بلغت أسعار القمح أعلى مستوياتها منذ أزمة الغذاء العالمية في 2008، وتبدو متموضعة لتخطي هذا المستوى هذا الأسبوع. وكانت تكاليف الغذاء قد ارتفعت إلى مستويات أعلى من أي وقت مضى، حسب الأمم المتحدة، كما يُتوقع أن تزداد أكثر لتفاقم مشاكل المستوردين، وتدفع مزيداً من الناس للوقوع في براثن الجوع.

تسببت الحرب الدائرة بوقف شحنات القمح من إحدى أكثر مناطق الزراعة أهمية حول العالم. وتشكل أوكرانيا وروسيا معاً ما يزيد على ربع التجارة العالمية من هذا الغذاء الأساسي للخبز وصولاً إلى البسكويت والمعكرونة. وأغلق الصراع الموانئ الكبرى في أوكرانيا وقطع خطوط الإمدادات والنقل. كما اختنقت التجارة مع روسيا جراء صعوبة التعامل مع العقوبات وزيادة تكاليف التأمين والشحن.