الميتافيرس عالم افتراضي ولكنه حقيقي أيضاً. إنه عالم متصل بالإنترنت يمكنه خلق اقتصاد خاص به. وحتى الآن، تم إنشاؤه ودعمه من قبل مارك زوكربيرغ، الذي غيّر حرفياً اسم إحدى العلامات التجارية الأكثر شهرة في العالم لتتوافق مع وعدها المستقبلي - ميتا.
وأشار تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية أن مايكروسوفت تضع كافة منتجاتها في خدمة تحسين التعاون التجاري في عالم الميتافيرس. وتعمل غوغل على بناء نسخة أكثر سهولة في الاستخدام وأقل استحقاقاً من نظارة غوغل الفاشلة حتى يتمكن الأشخاص من استخدام جهاز جديد يمكن ارتداؤه للوصول إلى عالم الميتافيرس. كما تقوم شركات أخرى مثل ماجيك ليب ببناء أجهزة مماثلة، حيث جمعت شركة الألعاب إيبك غيمز مليار دولار لدعم «رؤيتهم» لعالم الميتافيرس.
وقدمت وولمارت «العديد من العلامات التجارية الجديدة» التي تشير على ما يبدو إلى أنها ستقوم بإنشاء عملتها المشفرة الخاصة بها ومجموعة من NFTs (الرموز المميزة غير القابلة للاستبدال، والمعرفات الفريدة التي يتم إرفاقها بالفن الرقمي والمنتجات لتحديدها على أنها فريدة من نوعها وأصلية).
وقدمت ماكدونالدز مؤخراً 10 طلبات للعلامات التجارية بما فيها طلب لمطعم افتراضي يوصل طلباته إلى منزل حقيقي. وأطلقت سامسونغ مؤخراً هاتفاً ذكياً جديداً على ميتافيرس - على الرغم من أنه لا يخلو من بعض المشاكل. وحتى شركة المحاسبة التقليدية برايس ووترهاوس كوبرز اشترت ممتلكات افتراضية على ساند بوكس، وهي منصة للميتافيرس.
عندما نجمع كل ما سبق، نجد أنه بالفعل استثمار بالمليارات، حيث يقول بعض المحللين إنه قد يكون سوقاً بقيمة 30 تريليون دولار في غضون السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة. وبالمقارنة، بلغ حجم الاقتصاد الأمريكي بأكمله في عام 2021 نحو 25 تريليون دولار.
بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 30 عاماً، يبدو ميتافيرس غريباً، وحتى حزيناً قليلاً. لكن بالنسبة للجيل القادم سيكون ميتافيرس أمراً شائعاً. سوف يعتادون على العيش في عالم افتراضي وفعلي. تماماً كما اعتدنا على العيش عبر الإنترنت. في الواقع، يقضي المواطن الأمريكي العادي 24 ساعة في الأسبوع في تصفح الإنترنت. وينغمس اللاعب العادي في عوالم هيلو وماين كرافت و كول أوف ديوتي لما يقارب 800 ساعة في السنة. هذه كلها عوالم افتراضية أولى سوف يأخذها الميتافيرس هذا إلى المستوى التالي.
كل هذا سيأتي بكلفة، حيث إنه على المستخدم شراء عقارات افتراضية لعقد الاجتماعات وتجهيز تلك الغرف بالفنون والأثاث والأدوات اللازمة لتقديم عروض تقديمية. وسيبيع الكثير من رواد الأعمال الأذكياء هذه الأشياء، ويوفرون البنية التحتية ويقدمون العقارات والمنتجات الافتراضية المطلوبة التي يريدها الجميع، لذلك سيكون هناك الكثير من الأموال التي يجب جنيها أيضاً.
لذلك يمكن أن يتغير الكثير خلال عقد من الزمان وأذكى أصحاب الأعمال يراقبون كيفية الاستفادة منها.