فقدت القيمة السوقية للعملات الرقمية المشفرة نحو 30 مليار دولار خلال تعاملات الجمعة مع زيادة المخاوف من الوضع الجيوسياسي بالعالم مع تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية وهو ما دفع المتعاملين للتخلص من الأصول التي تحمل مخاطر عالية فضلاً عن اقتراب الفيدرالي من رفع الفائدة أكثر من 5 مرات لمواجهة التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوى منذ 40 عاماً.
وبحسب بيانات موقع «كوين ماركت كاب»، المختص برصد أداء العملات الرقمية، فإن القيمة السوقية للعملات المشفرة تراجعت لتصل إلى نحو 1.88 تريليون دولار بحلول الساعة 03:00 عصراً بتوقيت الإمارات خلال تعاملات يوم الجمعة، مقارنة بـ1.91 تريليون دولار بنهاية تعاملات يوم الجمعة 11 فبراير الجاري.
وخلال تعاملات الجمعة، هبطت قيمة عملة «بيتكوين»، بنسبة 5.86% وذلك بعدما هبط سعرها إلى مستوى 40.41 ألف دولار. وهبطت عملة «إيثريوم» 5.37%، لتصل إلى 2.89 ألف دولار، فيما ارتفعت عملة «تيثير» طفيفاً بنسبة 0.02% إلى مستوى 1.0008 دولار.
وتراجعت عملة «كاردانو» 4.23% لتصل إلى 1.0227 دولار، كما ارتفعت عملة «بلوكادوت» 5.02% إلى مستوى 18.091 دولار.
ونزلت عملة «سولانا» في تلك الساعة من تعاملات اليوم 4.87% إلى مستوى 94.038 دولار. وهبطت عملة «ريبيل» نسبة 3.87% إلى 0.776 دولار.
كما تراجعت عملة «شيبا إينو» 8.08% بعدما هبط سعرها إلى مستوى 0.0000286 دولار، ونزلت عملة «دوغكوين» 4.74% بعدما تراجع سعرها إلى مستوى 0.13967 دولار.
وتأتي التراجعات القوية بسوق العملات الرقمية خلال تعاملات الجمعة متناغماً مع ما يحدث بالأسواق العالمية، وخصوصاً الأمريكية التي شهدت هبوطاً حاداً مع تراجع أسهم التكنولوجيا التي ستكون أكثر متضرر بسوق الأسهم من رفع الفائدة أكثر من مرة.
وابتعد المستثمرون عن الاستثمارات ذات المخاطر العالية، بالنظر إلى استعداد بنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة عدة مرات في عام 2022 في محاولة لترويض معدلات التضخم التي وصلت لأعلى مستوياتها في 40 عاماً.
وقال «جي بي مورجان تشيس» إن العملات الرقمية المشفرة من المرجح أن تنخفض أكثر مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة، وبالتالي وضع حد لعصر من المضاربات «المجنونة».
ومؤخراً، أكد تقرير صادر من مجلس الاستقرار المالي أن تطور أسواق الأصول المشفرة بسرعة يمثل تهديداً للاستقرار المالي العالمي بسبب 3 عوامل، هي: حجمها، ونقاط ضعفها الهيكلية، وترابطها المتزايد مع النظام المالي التقليدي.
وأوضح التقرير أن التطورات ونقاط الضعف المرتبطة تتعلق بثلاثة قطاعات من أسواق الأصول المشفرة هي الأصول المشفرة غير المدعومة (مثل Bitcoin)، والعملات المستقرة والتمويل اللامركزي (DeFi) والأنظمة الأساسية الأخرى التي يتم تداول الأصول المشفرة عليها.
وبين التقرير أن هذه الأجزاء الثلاثة ترتبط ارتباطاً وثيقاً في نظام بيئي معقد ومتطور باستمرار ويجب النظر إليها بشكل شامل عند تقييم مخاطر الاستقرار المالي ذات الصلة.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من اختلاف نطاق وطبيعة استخدام تقييمات التشفير إلى حد ما عبر الولايات القضائية، فإن مخاطر الاستقرار المالي يمكن أن تتصاعد بسرعة، ما يؤكد الحاجة إلى إجراء تقييم استباقي في الوقت المناسب لاستجابات السياسة المحتملة.
ونمت القيمة السوقية للأصول المشفرة بمقدار 3.5 مرة في عام 2021 لتصل إلى 2.6 تريليون دولار، ومع ذلك تظل الأصول المشفرة جزءاً صغيراً من إجمالي أصول النظام المالي العالمي.
وأكد التقرير أن الروابط المباشرة بين الأصول المشفرة والمؤسسات المالية المهمة على مستوى النظام والأسواق المالية الأساسية رغم نموها السريع ما زال محدوداً في الوقت الحاضر.
كما أكد التقرير أيضاً أنه إذا استمر المسار الحالي للنمو في الحجم والترابط بين الأصول المشفرة بهذه المؤسسات، فقد يكون لذلك آثار على الاستقرار المالي العالمي.
وشهدت عملة البيتكوين تقلبات هائلة في نهاية عام 2021، ومنذ بداية العام الجديد انخفضت بأكثر من 50% من أعلى مستوى لها في نوفمبر عند نحو 69000 دولار.. ومؤخراً شهدت ارتدادة جزئية ويبلغ سعرها حالياً نحو 43000 دولار.