في بداية عام 2009، بالتزامن مع محاولات الخروج من اﻷزﻣﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، تم تدشين عملة «بيتكوين» للجمهور لأول مرة، رغم وجود محاولات سابقة لإنشاء عملات عبر الإنترنت بواسطة التشفير لكن لم يتم تطويرها.
وفي عام 2010، قرر شخص بيع ما لديه من وحدت «بيتكوين» للمرة الأولى، وكانت المبادلة 10000 منهم بـ«بيتزا»، لتبلغ قيمتها بأسعار اليوم أكثر من 100 مليون دولار، وليس عبوة «بيتزا»، وفقاً لما ذكره موقع «فوربس».
ظروف استثنائية
ساعدت جائحة كورونا العملات الرقمية على التوسع والاندماج مع الاتجاه السائد، حيث استقطب سوق العملات المشفرة عدداً كبيراً من مستثمري المؤسسات والأفراد.وحققت العملات المشفرة الرئيسية، خلال العام الماضي، مكاسب قياسية بلغت 170%، قبل أن تتراجع قليلًا نهاية عام 2021.
وتجاوزت القيمة السوقية لجميع أصول العملات الرقمية المشفرة 2.5 تريليون دولار خلال عام 2021.
استثمار غير آمن
وصف اقتصاديون عملة «بيتكوين» بـ«الذهب الرقمي»، في الوقت الذي يحافظ فيه الذهب على قيمته كوسيلة تحوط وملاذ آمن من التقلبات في سوق العملات، في المقابل يرى البعض الآخر أن العملات الرقمية لم تنجح مثل الذهب في الحفاظ على قيمتها ضد سوء الاستخدام المنهجي للعملات الورقية.في حين انتشرت عمليات الاحتيال في أسواق العملات الرقمية المشفرة، حيث أدى الارتفاع الهائل في عملة «بيتكوين»، ونقص التنظيم وإخفاء هوية الأموال الرقمية إلى خلق بيئة خصبة للمحتالين.
خسائر كبيرة
بالرغم من توقعات بنك «غولدمان ساكس» بأن تواصل عملة «بيتكوين» الاستحواذ على حصة سوقية على حساب الذهب، وأن يصل سعرها إلى 100 ألف دولار، إلا أن أكبر عملة مشفرة رقمية خسرت أكثر من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية، كما تسببت بتبخر أكثر من تريليون دولار من القيمة الرأسمالية لمجمل سوق العملات المشفرة، بحسب وكالة «بلومبرج» للأنباء.وتتفاقم التراجعات في سوق العملات المشفرة مع اعتزام مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) سحب التحفيز من السوق.
وبحسب بيانات موقع «كوين ماركت كاب»، المختص برصد أداء العملات الرقمية، فقدت القيمة السوقية للعملات المشفرة نحو 407 مليارات دولار خلال التعاملات الأسبوعية مع استمرار فترة التصحيح الفني والتي تتزامن مع اقتراب الفيدرالي من رفع الفائدة وسعي روسيا لفرض حظر على تداولها وتعدينها.
تحذيرات من العملات الرقمية
وفقاً لوكالة بلومبيرغ، حذّر بنك يو بي أس، صغار المستثمرين بالبعد عن تلك العملات الرقمية لعدم تناسبها مع مبالغهم الزهيدة المستثمرة.وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، أبلغ مستهلكون لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، أنهم خسروا ما يقرب من 82 مليون دولار خلال عمليات الاحتيال في مجال العملات الرقمية خلال الربع الرابع من عام 2020 وحتى الربع الأول من عام 2021، أي أكثر من 10 أضعاف المبلغ عن فترة الستة أشهر نفسها قبل عام.
هبوط مستمر
تعمقت خسائر «بيتكوين» لتهوي، اليوم الأحد، عند 35.5 ألف دولار، لتفقد بذلك 48.5% من أعلى قيمة تحققت لها فوق 69 ألف دولار في نوفمبر الماضي.وفي تعاملات اليوم، تراجعت قيمة العملات الرقمية السوقية الإجمالية إلى نحو 1.63 تريليون دولار مقابل 1.66 تريليون دولار، خاسرة نحو 30 مليار دولار متراجعة بنسبة 1.84%.