الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

الشكوك تخيم على قطاع السياحة بتايلاند في عام 2022

الشكوك تخيم على قطاع السياحة بتايلاند في عام 2022

من الواضح أن قطاع السياحة في تايلاند قد شهد حالة من الانتعاش التي ظهرت في الوجهات السياحية الرئيسية بالبلاد، رغم الانتشار المستمر لفيروس كورونا، ولا سيما منذ إعادة فتح البلاد في الأول من نوفمبر الماضي، ولكن سرعان ما ظهرت نقطة تحول غير متوقعة، ألا وهي انتشار متحور «أوميكرون» شديد العدوى.

وبحسب ما أوردته صحيفة «بانكوك بوست» التايلاندية، فقد أدى تفشي المتحور الجديد في الكثير من الدول، إلى توجيه صفعة أخرى لقطاع السياحة في تايلاند من جديد، مما دفع الحكومة إلى تعليق خطتها لدخول الأجانب إلى البلاد، من خلال السماح للزوار المحتملين للبلاد بالتسجيل لزيارتهم إلى البلاد عبر برنامج «تيست آند جو» (وتعني اختبر وادخل)، الذي لا يلزم الوافدين بالخضوع للحجر الصحي، والذي كان يتعين بموجبه على السائحين الذين حصلوا على اللقاح كاملاً فقط، إجراء اختبار «بي سي آر» عند الدخول منذ نوفمبر، ثم الانتظار لليلة واحدة في الفندق الخاص بهم حتى ظهور النتيجة.

وبالاضافة إلى برنامج «تيست آند جو»، هناك برنامج «ساند بوكس» للترويج السياحي، إلى جانب وجود برنامج آخر خاص بدخول جزيرة فوكيت فقط.

وعلى الرغم من هذا التحدي، قالت معظم الشركات السياحية لصحيفة «بانكوك بوست»، إنها ما زالت تأمل بألا يكون الوضع السياحي في عام 2022 أسوأ مما كان عليه في العام الماضي، على اعتبار حقيقة أن متحور «أوميكرون» الجديد يبدو أقل فتكاً، حتى ولو كان ينتشر بسرعة كبيرة. وفي الوقت نفسه، تعتبر حملة التطعيمات التي تم إطلاقها في تايلاند ضد مرض «كوفيد-19»، تسير بوتيرة قوية في الوقت الحالي أيضاً، بالإضافة إلى حجم الخبرة المتاحة في البلاد في التعامل مع الوباء خلال العامين الماضيين.

وقد أدى تعليق نظام التسجيل السياحي لبرنامجي الترويج السياحي، باستثناء ذلك الموجود في فوكيت، إلى إحباط الكثير من مشغلي الأعمال في الأقاليم المتضررة، منها:

منطقة «هوا هين»

يقول كروت روشاناساتيان، رئيس مشروع «هوا هين ريتشارج» لإعادة تشغيل قطاع السياحة: «إذا كان ما زال من المسموح به أن تظل فوكيت مفتوحة (أمام السائحين الدوليين)، يتعين بالتالي السماح لباقي المناطق الأخرى بعمل نفس الشيء».

ويعتقد روشاناساتيان أن التفشي الجديد للفيروس، والذي يتضمن تسجيل إصابات بالمتحور الجديد، لن يشكل خطورة بقدر تلك التي كانت موجودة خلال الموجات السابقة لتفشي إصابات كورونا، وأن منطقة «هوا هين» قادرة على التعامل مع التفشي الجديد للفيروس.

وقال إنه قد تم اكتشاف إصابة 3 سائحين بريطانيين مؤخراً، كانوا مسافرين من فوكيت إلى «هوا هين»، بمتحور «أوميكرون»، وذلك لأن الإجراءات المحلية المتبعة هناك لمكافحة الأمراض، فعالة، مضيفاً أن «هوا هين» تطلب من الزوار الأجانب الخضوع لاختبار كورونا مرتين.

وأوضح أن متوسط معدل إشغال الأسرة في مستشفيات هوا هين حالياً، هو 30% فقط، ما يعني أن المستشفيات على استعداد للتعامل مع زيادة أعداد مرضى «كوفيد-19» في حال تفشت موجة جديدة من الإصابات.

وأشار إلى أن القرار الذي اتخذته الحكومة في ديسمبر الماضي، بتعليق برنامجها الخاص بدخول الوافدين إلى البلاد بدون الخضوع لحجر صحي، قد أضر كثيراً بالعديد من السائحين الذين يعتزمون زيارة «هوا هين».

مدينة «باتايا»

في الوقت نفسه، من المقرر أن تستمر مدينة «باتايا» الواقعة في «تشونبوري»، في التركيز بصورة أكبر على جذب السائحين التايلانديين، من أجل مواصلة زيارتهم لها بينما تتكيف مع الوضع العالمي للسياحة.

ومن جانبه، قال راتاناتشاي سوتيدتشاتشاي، نائب رئيس اتحاد الأعمال والسياحة في باتايا: «لا نتوقع الكثير من الزوار الأجانب لأننا نعلم أنه ما زال هناك الكثير من القيود».

وأوضح أنه منذ إعادة فتح البلاد في الأول من نوفمبر، قام نحو 4000 أجنبي فقط بزيارة باتايا، وكان هناك 20% منهم فقط من السائحين «الحقيقيين»، بينما كان الباقون من الأجانب الذين يمتلكون شركة في باتيا و لديهم أسرة تعيش فيها.

فوكيت

وفي الوقت نفسه، تتمتع جزيرة فوكيت بوضع سياحي مختلف نوعاً ما، بفضل حقيقة أنها ما زال يُسمح لها باستقبال الزائرين الدوليين من خلال برنامج «فوكيت ساند بوكس».

وقد كان الإقليم هو الأول الذي بادر بإعادة فتح قطاع السياحة بصورة جزئية في العام الماضي.

ومن جانبه، قال تانوساك فيونجديت، رئيس غرفة التجارة في فوكيت، إنه على الرغم من تعليق البلاد لنظام دخول السائحين إلى البلاد بموجب برنامج «تايلاند باس»، ما زالت فوكيت تتوقع استقبال أكثر من 100 ألف زائر سجلوا بالفعل لدخول تايلاند من خلال برنامج «فوكيت ساند بوكس».

مدينة «تشيانج مي»

لم يؤثر إلغاء برنامج «تيست آند جو» على مدينة «تشيانج مي» أيضا، وإن كان ذلك له سبب مختلف.

ويقول راتافون ناراديسون، نائب حاكم الإقليم، إن معظم السائحين الذين زاروا هذا المكان في السابق كانوا من التايلانديين.

بينما قال فانلافون ساي تشيو، رئيس مجلس صناعة السياحة في «تشيانج مي»، إن أكثر من 95% من السائحين الذين زاروا الإقليم مؤخراً، هم من التايلانديين الذين يسافرون في الأغلب عن طريق الطيران.