الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

«هدايا الكريسماس».. أحدث ضحايا سلاسل التوريد في أمريكا وأوروبا

«هدايا الكريسماس».. أحدث ضحايا سلاسل التوريد في أمريكا وأوروبا

أيام قليلة وينتهي 2021، لتبدأ احتفالات أعياد الميلاد حول العالم، لكن في الغالب لا يبدو أن الأمريكان والأوروبيين سينعمون بالكريسماس كما يحبون، والسبب تصاعد أزمة سلاسل التوريد العالمية وضعف حركة الشحن والتجارة بسبب الإغلاقات، التي أدت إلى عدم توافر «هدايا الكريسماس» بكميات كافية.

وبحسب منظمة التجارة العالمية، أدت اضطرابات سلاسل التوريد وارتفاع حالات الإصابة بـ«كوفيد-19» إلى تراجع حجم تجارة البضائع العالمية بنسبة 0.8% في الربع الثالث، ما تسبب في تراجع كبير للواردات في أمريكا الشمالية وأوروبا.

«هدايا الكريسماس» طقس سنوي لا تخلو منه منازل المحتفلين بأعياد الميلاد في ديسمبر من كل عام، ويستعد الأمريكان والأوروبيون لعيد الكريسماس بشراء الهدايا وتخزينها قبله بأسابيع وأحياناً أشهر.

من الهدايا الشائعة لأعياد الميلاد، أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية ووحدات التحكم في الألعاب التى تعتمد في مكوناتها الرئيسية على الرقائق الإلكترونية، وهي أبرز ضحايا أزمة سلاسل الإمداد العالمية.

عمليات الاستيراد

من هنا، برزت الأزمة منذ عدة أسابيع، وسارع مستوردو أمريكا وأوروبا لمناشدة حكومتهم بالتدخل لإيجاد حلول تساهم في تسهيل عمليات الاستيراد لهدايا أعياد الميلاد.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن رئيس قسم الاستطلاعات في معهد «إيفو» للبحوث الاقتصادية في ميونخ، كلاوس فولرابه، قوله: «لا يمكن لبائعي التجزئة تقديم جميع المنتجات، ونظراً لارتفاع معدل الإصابات بكورونا، يتردد المتعاملون في التسوق».

كانت غالبية الشركات بألمانيا قد تقدمت بشكاوى لعدم تسلمها بضائع مطلوبة خلال ديسمبر الجاري، وتضمنت أعمالها قطاعات الأجهزة المنزلية والإلكترونيات الترفيهية ومتاجر الدراجات والأثاث والسيارات وأسواق البناء، لتواصل مشكلات التوريد في قطاع تجارة التجزئة بألمانيا تفاقمها قبيل عيد الميلاد، وفقاً لمعهد «إيفو» للبحوث الاقتصادية.

قيود السفر

تأتي هذه الأخبار في الوقت الذي أجبر فيه انتشار متحور «أوميكرون» الفيروسي أكبر الاقتصادات في أمريكا الشمالية وأوروبا على فرض عمليات إغلاق وقيود على السفر للحد من العدوى، حيث تمتلك أوروبا - التي تمثل أكثر من 35% من تجارة البضائع العالمية - أعلى عدد من الحالات في أي منطقة.

وانخفضت الصادرات المعدلة موسمياً 1.9% في أمريكا الشمالية، وتراجعت 1% في أوروبا عن الربع السابق، وهبطت واردات الربع الثالث 0.5% في أوروبا، وارتفعت 0.4% في أمريكا الشمالية، وفقاً لمنظمة التجارة العالمية.

توقعات إيجابية

وأشارت المنظمة إلى أنه من الممكن أن تتحقق التوقعات الخاصة بزيادة 10.8% في تجارة البضائع لكامل عام 2021، إذا أظهرت بيانات الربع الرابع انتعاشاً في نمو الحجم، لأن إجراءات إعادة فتح موانئ الحاويات على الساحل الغربي للولايات المتحدة قد لاقت بعض النجاح.

وأعلنت سلسلة مطاعم الوجبات السريعة «ماكدونالدز» أن فروعها في اليابان ستقلص لأسبوع كمية البطاطا المقلية التي تقدّمها، بسبب تأخير في الإمداد حصل بسبب الفيضانات بكندا، والخلل في سلاسل التوريد العالمية من جراء جائحة «كوفيد-19».

ولخصت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء الأزمة، قائلة: «إنه بسبب محاولة تسليم البضائع في الوقت المحدد، أدى ذلك إلى أن العديد من السفن بدأت في الانطلاق في رحلات العودة وهي فارغة، حتى توفر بضع ساعات ثمينة من الوقت، ونتج عن ذلك وفرة في الحاويات الموجودة بموانئ أوروبا وأمريكا الشمالية ونقص المتوافر منها في آسيا، ما دفع أسعار الشحن إلى الوصول لمستويات فلكية على طرق التصدير، حيث تم شحن أكثر من 360 ألف حاوية فارغة من ميناء لوس أنجلوس الشهر الماضي، أي ضعف المعدلات الموسمية المعتادة تقريباً».

وتضيف «بلومبيرغ» أنه في أوائل شهر فبراير الماضي كانت هناك طوابير الانتظار في الميناءين التوأم «لوس أنجلوس» و«لونغ بيتش»، التي تسببت في وقوف ما يصل إلى 40 سفينة حاويات في انتظار دورها للرسو على الرصيف، وسط تدفق كبير على هذه المنطقة المزدحمة، ما دفع أكبر خط شحن في العالم، وهو «إيه بي مولر – ميرسك إيه/ أس»، لتحقيق ربح تشغيلي متواضع.