قال تقرير صادر عن الوكالة الذرية للطاقة، إن طاقة الفحم في طريقها لتحقيق رقم قياسي عالمي جديد هذا العام بعد انتعاش اقتصادي قد يدفع الطلب العالمي على الفحم لأعلى مستوى على الإطلاق في عام 2022.
وأوضح التقرير أن كمية الكهرباء المولدة من محطات توليد الطاقة بالفحم ارتفعت بنسبة 9% هذا العام بعد زيادة الطلب على الوقود الأحفوري لتغذية التعافي من عمليات الإغلاق التي تسبب بها الوباء.
وأوضحت صحيفة الغارديان البريطانية أن طاقة الفحم انخفضت بنسبة 4% في عام 2020 بسبب التباطؤ العالمي الناتج عن الوباء.
ولكن وكالة الطاقة الدولية وجدت أن الطلب على الكهرباء هذا العام قد تجاوز النمو في المصادر منخفضة الكربون، ما دفع العديد من الاقتصادات الغنية إلى الاعتماد بشكل أكبر على محطات توليد الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري.
ويشير التقرير إلى أن أزمة إمدادات الغاز العالمية التي تسببت في ارتفاع الأسعار لمستوى قياسي حول العالم، ساعد على إعادة إشعال الطلب على الفحم.
ووجد الوكالة أن الطلب العالمي على الفحم بما في ذلك صناعة الأسمنت والصلب ارتفع بنسبة 6% هذا العام، وعلى الرغم من أن الارتفاع أقل من المستويات القياسية للطلب على الوقود في عامي 2013 و 2014، إلا أن الوكالة حذرت من تجاوز هذا المستوى العام المقبل في حل لم يحصل تدخل سياسي.
وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: «الفحم أكبر مصدر منفرد لانبعاثات الكربون العالمية، والمستوى المرتفع لتوليد الطاقة بالفحم لهذا العام علامة مقلقة على المدى البعيد الذي وصل إلى العالم في جهوده لوضع الانبعاثات الكربونية في الانخفاض نحو صافي الصفر».
وأضاف: «بدون إجراءات قوية وفورية من قبل الحكومات لمعالجة انبعاثات الفحم بطريقة عادلة وبأسعار معقولة وآمنة سيكون لدينا فرصة ضئيلة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية».
ووجد تقرير الوكالة أن زيادة توليد الكهرباء من الفحم في الهند كانت بنسبة 12% لهذا العام، بينما من المتوقع أن يزداد استخدام الصين لمحطات الفحم بنسبة تصل إلى 9%، على الرغم من التباطؤ الحاد في الأشهر الأخيرة.
وفي أمريكا وأوروبا من المتوقع ان يرتفع توليد الطاقة بالفحم بنسبة 20% مقارنة بمستويات 2020 المنخفضة، وهو مايرجح أن تبقى استخدامات محطات الطاقة أقل من المستويات المسجلة في 2019.
في المملكة المتحدة، حيث شهدت طاقة الفحم انخفاضاً ثابتاً في السنوات الأخيرة، تم دفع مبالغ قياسية لمالكي محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم المتبقية للمساعدة في الحفاظ على الأضواء هذا العام، حيث وصلت أسعار الكهرباء إلى مستويات قياسية جديدة بعد أسعار الغاز القياسية في السوق وواحد من أقل فصول الصيف عصفاً منذ عام 1961.