عادت حالة الإحباط والذعر لتسيطر على الأسواق العالمية من جديد في تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد تصريحات المدير التنفيذي لشركة موديرنا بشأن توقعاته بعدم فاعلية اللقاحات مع السلالة الجديدة لحالات الإصابة بفيروس «أوميكرون» المتحور الجديد من كورونا.
وبعد تلك التصريحات، ارتفع مؤشر المخاوف والذي يقيس مخاوف المستثمرين بمؤشرات الأسهم الأمريكية، بنسبة تتجاوز 17% ليصل إلى 26.9 نقطة، كما هبطت العقود المستقبلية لمؤشرات البورصات الأمريكية بنسب تصل إلى 1%.
وهبط اليوم أيضاً، مؤشر هانج سينج تشينا إنتربرايز المدرجة به الأسهم الكبرى الصينية بنسبة 1.53% ليصل إلى مستوى 8368 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ مايو 2016. كما تراجعت الأسهم الأوروبية، وكذلك اليابانية؛ حيث هبط المؤشر نيكاي الياباني 1.63% إلى 27821.76 نقطة، مسجلاً أدنى مستوياته منذ أكتوبر الماضي، وأتى ذلك بعدما أعلن رئيس الوزراء، أمس الاثنين، أن الحكومة ستُعيد حظرها الشامل على دخول الأجانب، بدءاً من اليوم الثلاثاء، لحين توافر معلومات أكثر عن هذا المتحور.
وبحسب صحيفة فاينشال تايمز، توقع ستيفان بانسيل المدير التنفيذي لشركة موديرنا، أن اللقاحات الحالية ستكون أقل فاعلية كثيراً في مواجهة فيروس «أوميكرون» مقارنة بالمتغيرات السابقة لفيروس «كوفيد-19»، مشيراً أن الأمر سوف يستغرق أشهراً قبل أن تتمكن شركات الأدوية من تصنيع لقاحات جديدة محددة على نطاق واسع.
واعتبر رئيس الفيدرالي الأمريكي جو باول في تصريحاته الأخيرة أن متحور«أوميكرون» قد يُشكل مخاطر على وتيرة تعافي الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة المقبلة، وقد يتسبب في زيادة الشكوك حيال ارتفاع التضخم الذي أكد أنه قد يواصل ارتفاعه لبعض الوقت خلال العام المقبل.
وتعهد باول بأن السلطات الأمريكية ستلجأ إلى كافة الأدوات المتاحة لدعم النمو الاقتصادي وتعافي قطاع سوق العمل والسيطرة على ارتفاعات التضخم المفرطة. فيما صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق، أن «أوميكرون» يعد مدعاة للقلق وليس سبباً للذعر.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن النتائج الأولية تشير إلى أن المتحور الجديد الذي يُدعى أوميكرون والذي تم اكتشافه للمرة الأولى في جنوب أفريقيا، هو الأشد عدوى بين كل متحورات الفيروس التي ظهرت حتى الآن.
وبدوره، أكد رئيس قسم الأبحاث لدى «إيكويتي جروب»، رائد خضر: أن الأسواق العالمية تترقب بحذر، مساء اليوم الثلاثاء، شهادة محافظ الفيدرالي الأمريكي أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ للكونغرس الأمريكي.
وذكر أن شهادة باول التي من المقرر أن تستمر لمدة يومين تأتي في الوقت الذي تهيمن فيه المخاوف من تداعيات متحور أوميكرون على الاقتصاد العالمي، وبالطبع مع تزايد القلق المتمثل في ارتفاعات التضخم الحادة، أعادت عدة دول القيود على الصفر مرة أخرى إلى بعض الدول.
ويؤكد رائد خضر أنه بالرغم من المخاوف التي سيطرت على الأسواق العالمية في أعقاب الإعلان عن المتحور الجديد- وبالأخص بعد التصريحات السلبية من جانب رئيس شركة موديرنا- فإنه من المبكر الحديث عن تداعيات تفشي المتحور على وتيرة التعافي الاقتصادي العالمي ووتيرة تشديد البنوك المركزية السياسات النقدية.