الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

«إيفرغراند».. كيف وصلت إلى ما هي عليه الآن؟

«إيفرغراند».. كيف وصلت إلى ما هي عليه الآن؟

المقر الرئيسي لمجموعة إيفرغراند في ولاية شينزهو الصينية. (رويترز)

لا يزال العالم ينتظر معرفة ما سيحدث لمجموعة «إيفرغراند» الصينية المضطربة وجبل ديونها الهائل، حيث تعد أزمة ديون المطور العقاري اختباراً رئيسياً لبكين.

ويرصد التقرير التالي الصادر عن «CNN Business» كل ما تحتاج لمعرفته حول «إيفرغراند»، وكيف وصلت إلى ما هي عليه الآن.

ما هي «إيفرغراند»؟

هي واحدة من أكبر مطوري العقارات في الصين، والشركة واحدة من أكبر الشركات في العالم من حيث الإيرادات، وهي مدرجة في هونغ كونغ ومقرها في مدينة شنتشن جنوب الصين، وتوظف نحو 200000 شخص، كما أنها تساعد بشكل غير مباشر في الحفاظ على أكثر من 3.8 مليون وظيفة كل عام.

أسس المجموعة الملياردير الصيني شو جياين، المعروف أيضاً باسم هوي كا يان بالكانتونية، والذي كان في يوم من الأيام أغنى رجل في البلاد.

صنعت «إيفرغراند» اسمها في العقارات السكنية، فهي تفتخر بأنها «تمتلك أكثر من 1300 مشروع في أكثر من 280 مدينة» في جميع أنحاء الصين، وتمتد استثمارات المجموعة إلى السيارات الكهربائية والألعاب الرياضية والمتنزهات، حتى إنها تمتلك نشاطاً تجارياً للأطعمة والمشروبات، وتبيع المياه المعبأة في زجاجات، ومحلات البقالة، ومنتجات الألبان، وغيرها من السلع في جميع أنحاء الصين.

وفي عام 2010، اشترت الشركة فريق كرة قدم، والذي يعرف الآن باسم Guangzhou Evergrande، وقام هذا الفريق منذ ذلك الحين ببناء ما يُعتقد أنه أكبر مدرسة لكرة القدم في العالم، بكلفة 185 مليون دولار.

وتقدم «إيفرغراند» أيضاً خدماتها للسياح من خلال قسم المنتزه الترفيهي، Evergrande Fairyland، وهو مشروع ضخم يسمى Ocean Flower Island في هاينان، المقاطعة الاستوائية في الصين التي يشار إليها عادةً باسم «هاواي الصينية».

كيف واجهت مشكلة؟

في السنوات الأخيرة، تضخمت ديون «إيفرغراند» مع اقتراضها لتمويل مشاريعها المختلفة، واكتسبت المجموعة سمعة سيئة لأنها أصبحت المطور الأكثر مديونية في الصين، مع التزامات تزيد على 300 مليار دولار، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، حذر المستثمرون من مشكلات التدفق النقدي، وتم التأكيد على هذا التحذير خلال الشهر الجاري، عندما كشفت «إيفرغراند» في إحدى الأوراق المالية أنها تواجه مشكلة في العثور على مشترين لبعض أصولها.

ويقول محللو بنك جولدمان ساكس إن هيكل الشركة جعل من الصعب التأكد من صورة أكثر دقة لتعافيها. وفي مذكرة حديثة، أشاروا إلى «تعقيد كبير في عمليات مجموعة «إيفرغراند»، وعدم وجود معلومات كافية عن أصول الشركة وخصومها».

وفي مذكرة حديثة، قال مارك وليامز، كبير الاقتصاديين في آسيا في كابيتال إيكونوميكس، إن انهيار إيفرغراند «سيكون أكبر اختبار واجهه النظام المالي الصيني منذ سنوات». وأوضح: «إن جذور مشاكل إيفرغراند، وتلك الخاصة بالمطورين ذوي الاستدانة العالية، هو أن الطلب على العقارات السكنية في الصين يدخل حقبة من التدهور المستمر.. لقد ركز الانهيار المستمر لشركة إيفرغراند الانتباه على تأثير موجة التخلف عن السداد في مطوري العقارات على نمو الصين».

كيف تحاول «إيفرغراند» المضي قدماً؟

قالت إيفرغراند يوم الأربعاء في ملف لبورصة شنتشن للأوراق المالية، أن القضايا المتعلقة بسداد سندات اليوان المحلية «تمت تسويتها من خلال المفاوضات»، ولم توضح «إيفرغراند» شروط الدفع في بيانها.

وفي 14 سبتمبر، أعلنت «إيفرغراند» أنها جلبت مستشارين ماليين للمساعدة في تقييم الوضع، وبينما يتم تكليف هذه الشركات باستكشاف «جميع الحلول الممكنة» في أسرع وقت ممكن، حذرت من أنه لا يوجد شيء مضمون، حتى الآن. وقالت إنها لم تحرز «أي تقدم ملموس» في بحثها عن مستثمرين، و«ليس من المؤكد ما إذا كانت المجموعة ستكون قادرة على إتمام أي عملية بيع من هذا القبيل».

كيف يتفاعل المستثمرون؟

في وقت سابق من هذا الشهر، خفضت كل من وكالة فيتش وموديز التصنيف الائتماني لـ«إيفرغراند»، بسبب مشاكل السيولة لديها. وذكرت فيتش في مذكرة حديثة: «إننا نعتبر حدوث تقصير من نوع ما على أنه أمر محتمل».. يبدو أن الموقف أيضاً يثير مخاوف المستثمرين في الصين على نطاق أوسع، وتأثرت الأسهم في هونغ كونغ ونيويورك والأسواق الرئيسية الأخرى بسبب المخاوف من العدوى من «إيفرغراند» وتباطؤ النمو الصيني.

ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك؟

يبدو أن الحكومة الصينية بدأت في التدخل؛ فخلال الأيام القليلة الماضية، ضخ بنك الشعب الصيني بعض السيولة في النظام المالي، للمساعدة في تعزيز السيولة على المدى القصير وتهدئة الأوضاع. ووفقاً لـ«بلومبيرغ»، بلغ صافي تعزيز السيولة للبنوك 460 مليار يوان (71 مليار دولار)، ومن الواضح أن السلطات تراقب عن كثب، بينما تحاول إظهار الهدوء.

وفي الأسبوع الماضي، اعترف فو لينجوي، المتحدث باسم المكتب الوطني الصيني للإحصاء، بالصعوبات التي تواجه «بعض الشركات العقارية الكبيرة»، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية. وقال «فو» دون تسمية «إيفرغراند» مباشرة، إن سوق العقارات في الصين ظل مستقراً هذا العام، لكن يجب ملاحظة تأثير الأحداث الأخيرة على تطوير الصناعة بأكملها».