أظهر استطلاع حديث، أن 49% من الشباب بالشركات العائلية من دول مجلس التعاون الخليجي، أكثر استعداداً لإدارة الشركة العائلية، بفضل نشأتهم في بيئة مواتية.
جاء ذلك بحسب سلسلة بحثية جديدة نشرت اليوم الاثنين، أجرتها شركة معلومات السوق العالمية سافانتا لصالح بنك باركليز الخاص بعنوان «التعاقب الأذكى: تحديات وفرص نقل الثروة بين الأجيال».
وأشارت الدراسة إلى أن المشاركين من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يتوقعون تولي زمام الأمور في شركة العائلة.
ورصدت الدراسة أنه في ظل الظروف الحالية، يشعر 45% فقط من أفراد جيل الألفية في مختلف أنحاء العالم بالاستعداد لتولي شركة العائلة، فيما يشعر 23% غيرهم بالتوتر بشأن الإرث العائلي.
نقل الثروات
وأظهرت الدراسة أن 25 ألف فرد تقريباً من أصحاب الملاءة المالية العالية يتوزعون في أوروبا وإفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يقوموا بنقل 15 تريليون دولار أمريكي إلى الجيل القادم بحلول عام 2030، إذ يأتي نقل الثروات على رأس أولويات العديد من العائلات الثرية.
وذكرت الدراسة أن بناء الثقة والتفاهم بين الأجيال سيكون عاملاً جوهرياً لضمان انتقال الثروة بين أجيال العائلات ذات الملاءة المالية العالية في السنوات القادمة، خاصة في ظل الضغوط التي شهدتها الشركات والاستثمارات مع انتشار مرض "كوفيد-19."
وكشف التقرير أن كبار أفراد العائلات ذات الملاءة المالية العالية في مختلف أنحاء العالم لديهم مخاوف بشأن نقل إدارة أعمالهم واستثماراتهم وقدرة الجيل التالي والتزامه بإدارة أصول العائلة.
ومن جهة أخرى، تؤدي هذه المخاوف بالنسبة لجيل الشباب إلى شعور البعض بأنهم أقل استعداداً لتولي المسؤولية، رغم شعورهم بالمسؤولية للحفاظ على إرث الأسرة.
وأظهر التقرير، أن الجيل الجديد من أصحاب الملايين في المملكة العربية السعودية يشعر بالتزام كبير تجاه الإرث العائلي، وكما هو الحال بالإمارات العربية المتحدة، حيث كشفت الإحصائيات أن المشاركين من منطقة الشرق الأوسط يولون قيمة عالية لترك إرث إيجابي، ما يعكس طبيعة الثقافة المجتمعية في المنطقة، وأهمية حماية وتعزيز اسم العائلة.
ويعتمد التقرير على استطلاع لآراء أكثر من 400 فرد من ذوي الملاءة المالية العالية التي لا تقل عن 5 ملايين جنيه استرليني (23.64 مليون درهم)، ومقابلات معمقة مع 20 عائلة ذات ملاءة مالية عالية وخبراء الخدمات المصرفية والوسطاء المرتبطين بهم، إلى جانب تحليل سلوكي مستقل.
جيل الشباب
وأظهرت سلسلة أبحاث التعاقب الأذكى لبنك باركليز الخاص، أن 57% من منشئي الثروة بين العائلات ذات الملاءة المالية العالية في مختلف أنحاء العالم يعتقدون بأن جيل الشباب (من تراوح أعمارهم بين 24 و39 عاماً) ليسوا مؤهلين لتولي المسؤولية في الوقت الراهن.
وكشفت أن 40% منهم في منطقة الشرق الأوسط وحدها و63% في سائر أنحاء العالم يعتقدون بأن جيل الألفية غير ملتزم بالحفاظ على الثروة.
وتابعت: «يشعر أفراد الجيل الأكبر سناً أن هويتهم الشخصية مرتبطة بنجاحات شركاتهم، حيث غالباً ما تكون لديهم سلطة فردية على توجه الأعمال والاستثمارات، لذا يلتزم معظمهم 67% الحذر مخافة التراجع، ويشعرون بالقلق حول مدى ميل الجيل التالي للمجازفة بشكل أكبر».
وحدد التقرير أن المسارات التعليمية العالمية التي اتبعها القسم الأكبر من جيل الشباب، تعد عاملاً رئيسياً لتباين مستويات الميل نحو المخاطرة بين الأجيال، حيث يحمل 51% من جيل الألفية درجة الماجستير أو أعلى منها مقارنة بـ23% فقط من أفراد الجيل الأكبر سناً.
ولفت إلى حصيلتهم من التجارب التعليمية والثقافية المتنوعة التي تدفعهم لطرح وجهات نظر جديدة في المناقشات العائلية، وبالتالي من المرجح أن يرغبوا في تغيير توجه الشركة العائلية.
وأفاد 58% من المشاركين من أفراد العائلة من جميع الأجيال، بأن هذه النظرة المختلفة للحياة قد سببت بعض التوتر بينهم.
وتحدث التقرير عن أن العديد من العائلات تتشارك ملكية بعض الشركات بين الأجيال المختلفة، ويحظى 41% من جيل الألفية بحصة الأقلية في ملكية شركات العائلة. لكن ذلك لا يعني بالضرورة مشاركتهم في التحكم في الشركة.
وأكد 57% من كبار أفراد العائلة أنهم يحتفظون بدورهم كصناع القرار الوحيدين فيما يخص استراتيجية العمل.
ضغط إضافي
وأوردت الدراسة أن انتشار مرض «كوفيد-19» عزز التحديات التي تواجهها الشركات، وبالتالي الضغط المترتب على العائلات بشأن تنظيم عملية انتقال الثروة بنجاح.
وأشارت إلى أن 38% من العائلات قامت بإعادة تقييم استراتيجيتها المالية بشكل جذري، فيما أفاد 70% بأن أهدافهم العامة في إدارة الثروات قد تغيرت، ما يدل على أن خطط نقل الثروة السائدة ستحتاج على الأرجح إلى إعادة النظر.
وكشف استطلاع الرأي عن شعور عام بالاستعداد لدى الشباب، حيث أفاد 78% من الأفراد الأصغر سناً بأنهم تلقوا تدريباً أثناء العمل، فيما حصل 71% لتعليم أكاديمي، وأشار 45% إلى الحصول على دعم عاطفي من أفراد العائلة.
وبدورهم، كشف أبناء جيل الألفية في الخليج عن مشاركتهم بشكل كبير في مناقشة أعمال العائلة. وبالتالي، يحملون شعوراً قوياً بالالتزام والواجب تجاه هذا الإرث والشركة العائلية.
وذكر 94% من جيل الألفية على مستوى العالم أنهم يتوقعون تولي هذه المسؤولية في المستقبل، وأفاد 69% بأنهم يحملون إحساساً بالواجب لتطوير إرث العائلة، ما يدل على رغبتهم في تحمل مسؤولية أكبر وتطوير تجربتهم ومهاراتهم وعلاقاتهم الاستشارية للارتقاء بالعائلة ومصالحها التجارية نحو مستوى جديد من التطوير.
إرث عريق
وفي هذا السياق، قال رحيم دايا، رئيس بنك باركليز الخاص في الشرق الأوسط: «تواجه الشركات العائلية التي تحظى بإرث عريق في دول مجلس التعاون الخليجي تحديات جديدة نتيجة انتشار «كوفيد-19»، وانخفاض أسعار النفط، بينما يتبنى المستثمرون الأثرياء نهجاً أكثر مرونة واهتماماً أكبر بالتكنولوجيا الرقمية، ويسعون لاستقطاب أحدث الأفكار والاستشارات المدروسة حول كيفية تنويع الثروة وإدارتها وتحقيق طموحاتهم المالية».
وذكر «دايا»، أن انتشار مرض «كوفيد-19» يدفع العديد من الشركات العائلية إلى مراجعة أسلوبها في تمويل الاحتياجات الخاصة بالسيولة والاستمرارية والإرث، ما يعني زيادة مسؤولية مديري الثروات تجاه عملائهم، حيث يحاولون إعدادهم قدر الإمكان لهذه البيئة التشغيلية الجديدة بعد زوال المرض.