رجح خبراء مختصون أن الانتخابات الأمريكية المقررة في 3 نوفمبر الحالي، سيكون لها تأثير محتمل على إمدادات النفط، كما تدعم سياسات كلا المرشحين ارتفاعات الأسواق المالية خلال الفترة المقبلة، بدعم زيادة الإنفاق والدعم الحكومي.
وأفاد الخبراء بأن المرشحين دونالد ترامب، وجون بايدن، سيكون لهما تأثير معاكس على إمدادات النفط، وعلى الأرجح سيتم الحفاظ على الوضع الحالي من دعم صناعة النفط الأمريكية.
جاء ذلك خلال ندوة عقدتها شركة «كامكو إنفست» الكويتية، عبر الإنترنت، ناقشت فيها التأثير الاقتصادي والمالي لإدارة البيت الأبيض المستقبلية بعد الانتخابات الأمريكية المقبلة، مع ممثلين رئيسيين من «كامكو»، وشركة نيويورك لايف انفستمنت مانجمنت.
وأشار الخبراء إلى أن عدم دعم منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة سيؤدي إلى الضغط الإيجابي على الأسعار من خلال كبح العرض، والذي سيكون بدوره إيجابياً للدول المنتجة للنفط.
وأضافوا: «بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فإن سياسات كلا المرشحين تتضمن زيادة الإنفاق على البنية التحتية، وضرائب حكومية ومحلية أعلى، ونسباً منخفضة للفوائد للفترات الأطول».
أداء إيجابي للأسواق
من جانبه، قال كبير مسؤولي الاستثمار في «نيويورك لايف انفستمنت مانجمنت»، جاي يوون: «إنه بناءً على البيانات التاريخية بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، وكما حدث في أعقاب الانتخابات السابقة، كان أداء الأسواق في الغالب إيجابياً بعد الانتخابات باستثناء بعض الحالات التي شهدناها خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، وأزمة الدوت كوم عام 2000».
وأضاف يوون: «أن تأثر أداء السوق بالأحزاب السياسية أقل من المتوقع، ولكن في حال انتصار «الموجة الزرقاء»، والذي يعرف بأنه انتصار ديمقراطي للبيت الأبيض ومجلس الشيوخ ومجلس النواب، يتوقع المستثمرون حزمة مالية كبيرة، وأن يكون محفزاً إيجابياً على المدى القريب للأسواق».
وأوضح يوون أنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فإن سياسات كلا المرشحين تتضمن زيادة الإنفاق على البنية التحتية وضرائب حكومية ومحلية أعلى ونسباً منخفضة للفوائد للفترات الأطول. وتاريخياً، ارتفع مؤشر « S&P500 » بمعدل 11.3% سنوياً خلال السنوات التي شهدت انتخابات رئاسية منذ عام 1928، مع الميل إلى الارتفاع قبل يوم الانتخابات والانخفاض بعد ذلك.
وتابع: «أحد التوقعات التي بقيت ثابتة هي حقيقة أن الاحتياطي الفيدرالي سيحافظ على أسعار الفائدة بالقرب من الصفر لفترة أطول، وعلى الأرجح فإن أسعار الفائدة ستبقى كما هي حتى عام 2024».
إمدادات النفط
اما بالنسبة للنفط، فكلا المرشحين سيكون لهما تأثير معاكس على إمدادات النفط، وعلى الأرجح سيتم الحفاظ على الوضع الحالي من دعم صناعة النفط الأمريكية، حسبما قال لوبومير كريسبينوفيش نائب رئيس في إدارة استثمارات الأسهم والدخل الثابت في كامكو إنفست.
وقال كريسبينوفيش: «إن الأسعار الحالية المنخفضة للنفط ترجع إلى المستويات المرتفعة للمخزون، والذي كان موجوداً حتى من قبل انتشار جائحة كورونا».
وذكر أن هذه التحديات ستستغرق وقتاً لحلها، وستكون تحديات صعبة، خاصة مع تراجع الطلب بسبب الجائحة.
وأشار كريسبينوفيش إلى أن الدعم أو عدمه لصناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة، سيكون له تأثير مباشر على المنطقة العربية، إذ إن المزيد من الدعم يعني زيادة العرض، والضغط على الأسعار وبالتالي تأثيراً سلبياً على مصالح دول مجلس التعاون الخليجي، أما عدم دعم منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة فسيؤدي إلى الضغط الإيجابي على الأسعار من خلال كبح العرض، والذي سيكون بدوره إيجابياً للمنطقة.
من جانبه، قال روبرت سيرينبيتز، استراتيجي المحافظ متعددة الأصول في «نيويورك لايف انفستمنت مانجمنت»، إنه في حالة فوز بايدن، فإن الضغط من خلال الدعم الحكومي وسياسة أكبر لحماية البيئة سيؤديان إلى ضعف الطلب على النفط، وارتفاع الضغوطات على صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة.
فيما يرى «يوون»، أن أحد الإجراءات قد تكون الحد من قدرة شركات الحفر على العمل في الممتلكات الفيدرالية.
وناقشت الندوة، أنه لوحظ خلال العقد الماضي، انخفاض وزن قطاع الطاقة في مؤشرات الأسهم بشكل كبير من نحو 20% من المؤشر إلى ما دون الـ10% في مؤشر S&P 500، ومن المتوقع أن يتغير هذا الواقع في أعقاب زيادة أسعار النفط في وقت ما في المستقبل بمجرد اختلال التوازن بين العرض والطلب.
وفيما يتعلق بالدولار، أجمع المتحدثون على وجود ضغط واضح في الوقت الحاضر على قيمة الدولار وتراجعه مقابل العملات الرئيسية. لقد تراجعت الميزة التنافسية لسعر الفائدة على الدولار الأمريكي بشكل كبير هذا العام، ومن المرجح أن يساهم تراجع ميزة العوائد المرتفعة إلى تسريع ضعف الدولار الأمريكي. ومن المحتمل أن يكون لفوز الديمقراطيين بعض الضغط الإيجابي على الدولار في حالة حدوث الإصلاح المالي.
كما أجمع المتحدثون على استراتيجية كل مرشح نحو الحروب التجارية. فمن المؤكد أن الإدارة الحالية في حال فوزها بالانتخابات ستظهر نفس الزخم على الصين وربما أوروبا أيضاً. فاستمرار تصاعد التوترات التجارية لا يبشر بالخير لاقتصاداتنا الإقليمية.
وأكدوا أن أي اضطراب في التجارة يمكن أن يؤثر سلباً على الطلب على النفط، كون الصين من أكبر مستوردي النفط الخليجي. أما في حال فوز بايدن، فإن الوضع سيكون عكس ذلك مع وجود أخطار أخرى على المنطقة. فاستعادة الاتفاقيات السابقة التي تخلى عنها ترامب قد تؤدي إلى تصعيد التوترات الجيوسياسية الإقليمية.