كشفت بيانات مؤشر «بلومبيرغ»، أن ثروة الملياردير وارن بافيت، أشهر مستثمر أمريكي في مجال البورصة، والمصنف في المرتبة الرابعة بقائمة أغنى أغنياء العالم للعام 2020، سجلت 71.4 مليار دولار، بخسارة 17.8 مليار ما يوازى 24.9% منذ بداية العام وحتى إغلاق يوم 13 يونيو 2020، ويأتي ذلك تزامناً مع تسجيل مجموعة استثماراته خسائر بسبب انتشار فيروس كورونا.
وفاقم من خسائر المليادير الأمريكي في تلك الفترة ما حدث من تقلبات قوية بأسواق الأسهم الأمريكية مؤخراً، حيث سجلت الأسواق الأمريكية أكبر خسائرها الأسبوعية الأسوأ منذ 20 مارس الماضي، لينهي مؤشر داوجونز ومؤشر ستاندرد أند بورز الأسبوع على خسائر بنحو 5.5% و4.7% على التوالي، فيما تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 2.3% بعدما وصل في مستهل تعاملات الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، متجاوزاً مستويات الـ10,000 نقطة للمرة الأولى.
والذي أثر على أداء الأسهم هو الخوف من ظهور موجة ثانية من تفشي الوباء وإبقاء الفيدرالي الأمريكي على سياسته بدون تغيير مع تخفيض توقعاته المستقبلية، حيث يرى أن الاقتصاد الأمريكي قد ينكمش بنسبة 6.5% خلال عام 2020، وهو ما دعم شعوراً بعدم اليقين خلال المستقبل القريب.
وكان اندلاع أزمة كورونا الأشد قسوة على استثمارات بافيت خلال العام، حيث تضررت مجموعة بيركشاير هاثاواي التابعة للملياردير الأمريكي بشدة جراء الوباء وكشفت مطلع الشهر الماضي عن تسجيل خسائر فصلية صافية بنحو 50 مليار دولار. وقالت الشركة إن الأداء كان يعاني في عدة شركات رئيسية، وذلك نتيجة هبوط أسواق الأسهم جراء جائحة كورونا، بحسب بيان سابق.
وقالت «بيركشاير»: «إن معظم أنشطتها التي تزيد على 90 شركة واجهت آثاراً سلبية تراوحت بين بسيطة نسبياً إلى شديدة جراء مرض (كوفيد-19) الناجم عن الإصابة بالفيروس، مضيفة أن الإيرادات عانت من بطء كبير في أبريل حتى في الأنشطة التجارية الأساسية».
وشهدت شركة «بي. إن. إس. إف» للسكك الحديدية تراجعاً في حجم الشحن، وقلصت بعض الشركات الأجور واستغنت عن موظفين. وأغلقت شركات تجزئة مثل سيز كانديز ونبراسكا فيرنتشر مارت التابعة لمجموعته أيضاً بعض المتاجر.
وبعد تكبد شركة المليادير بافيت خسائر من خلال الهبوط الكبير لأسهم أكبر 10 شركات تتركز بها استثمارات الشركة تزامناً مع التقلبات التي كان يشهدها السوق المالي الأمريكي، أفاد بعد الإعلان الرسمي عن النتاج بأن الشركة باعت جميع الأسهم التي كانت تملكها في 4 شركات طيران أمريكية وهي: «دلتا إيرلاينز» و«أمريكان إيرلاينز» و«ساوث ويست إيرلاينز» و«يونايتد إيرلاينز».
ووفقاً لبيانات تعود لنهاية العام الماضي، فقد كانت شركة بافيت تملك حصصاً في الشركات الأربع كالتالي: 11% في «دلتا إيرلاينز» و10% في «أمريكان إيرلاينز» و10% في «ساوث ويست إيرلاينز» و9% في «يونايتد إيرلاينز».
وشهدت أسهم الشركات الكبرى التي يستثمر بها بافيت خسائر بالمتوسط بلغت أكثر من 40% تقرير، وذلك تحديداً بين 20 فبراير حتى 13 يونيو.