أحدث حلقات هذا الجدل دارت الأسبوع الماضي مع عودة القناة الشهيرة Infowars للبث عبر يوتيوب قبل أن تحذفها المنصة بعد أقل من يوم على عودتها للبث. وقالت إيفي شوي المتحدثة باسم يوتيوب: «نحن ملتزمون بالحفاظ على الانفتاح مع الالتزام بالمسؤولية عن حماية المجتمع، وهذا الأمر يعني اتخاذ إجراءات واضحة ضد القنوات التي لا تزال تنتهك سياسة المنصة».
وجاءت عودة القناة المثيرة للجدل للبث بعد يوم واحد من دعوة سوزان ويجسكي العضو المنتدب ليوتيوب إلى عودة المحتوى «الهجومي» للبث عبر المنصة، حيث نشرت خطاباً مفتوحاً ًعلى المدونة الرسمية للشركة وجهته إلى منتجي المحتوى، وقالت فيه: «دون نظام مفتوح، فإن التنوع والأصوات الأصلية سوف تواجه صعوبات كبيرة في الوجود»، واستمرت: «أعتقد أن الحفاظ على منصة مفتوحة هو أكثر أهمية من أي وقت مضى».
وفي اليوم التالي، عادت قناة Infowars للعمل ببرنامج التعليق على الأحداث، وتم بث فيديو الحلقة الأولى الذي استمر على المنصة لمدة 17 ساعة، وظهر في الحلقة مذيع البرنامج أوين شروير، وهو يقرأ مقاطع من رسالة ويجسكي مع تعليقات مكتوبة تقول «الرئيس التنفيذي ليوتيوب تعلن انتهاء الحظر على أليكس جونز وانفووورز»، وعلى الرغم من أن مسؤولة يوتيوب لم تذكر على الإطلاق اسم إنفووورز إلا أن المذيع فسر الخطاب هكذا. وخلال انطلاق القناة لمدة ساعات قليلة تم تحميل 13 فيديو تابعاً لها تغطي عدداً من الموضوعات النموذجية التي تخصصت فيها القناة اليمينية مثل «عنصرية الليبرالية» و«نهاية العولمة» وغيرهما.
وقامت منصة يوتيوب منذ عام بإزالة قنوات Infowars ومقاطع الفيديو المرتبطة بها، وقالت إنها اتخذت تلك الخطوة لأن القناة «تنتهك معايير النشر الخاصة بالمجتمع على المنصة»، وكان هذا الحظر جزءاً من الجهود المبذولة في المجتمع الرقمي العالمي لوقف انتشار أفكار مؤسس القناة أليكس جونز اليمينية المتطرفة، وشارك في هذه الجهود كل من آي تيونز، سبوتفاي، تويتر وفيسبوك، حيث قامت جميع المنصات بحذف المحتوى المرتبط بالرجل وقنواته.
الموقف ذاته من المنصة تكرر في أوروبا منذ أشهر عدة، حيث أغلق يوتيوب قنوات عدة لليمين المتطرف في أوروبا من بينها قناة لناشط «القومية البيضاء» مارتن سيلنر، وإزالة محتواها قبل أن تتم إعادتها بعد ذلك بفترة قصيرة، وقال متحدث للشركة إن عملية الحذف تمت بطريق الخطأ، وأكد لمجلة «فيرج» الإلكترونية: «ندرك تماماً أن الكثيرين يجدون المحتوى الذي تبثه هذه القنوات مسيئاً للغاية، ومع ذلك وبعد مراجعة شاملة قررنا أن المحتوى المنشور على هذه القنوات لا ينتهك إرشادات الاستخدام للمنصة، وبالتالي قررنا إعادته».
التردد في القرارات يأتي من عدم الحسم فيما يتعلق بما هو انتهاك وما هو حرية تعبير، وهو الأمر الذي أدى إلى تجاهل يوتيوب حظر بول جوزيف واتسون وهو أحد رموز اليمين المتطرف والضيف الدائم في قناة إنفووورز، والذي يمتلك قناته الخاصة التي تضم أكثر من 1.7 مليون مشترك.
ويقول الخبراء إن يوتيوب تستضيف منذ فترة طويلة الكثير من المحتوى المتطرف والخطاب الذي يحرض على الكراهية، وقالت الأبحاث إن تأثير تلك الشخصيات المتطرفة ينعكس على المشاهدين أيضاً، وأكد خطاب ويجسكي أن بعض هذا المحتوى سيبقى متاحاً عبر المنصة، حيث ذكرت في خطابها أن «الالتزام بالانفتاح ليس بالأمر السهل، وقد يعني في بعض الأحيان أن يُترك محتوى يختلف عن التيار العام أو محتوى مثير للجدل أو حتى محتوى هجومي أو مسيء، ونحن نعتقد أن الاستماع إلى طيف واسع من وجهات النظر يجعلنا في نهاية المطاف مجتمعاً أقوى وأكثر استنارة حتى لو كنا نختلف مع بعض هذه الآراء».
وعلى الرغم من ذلك قالت ويجسكي إن الشركة لا تزال ملتزمة بإزالة المحتوى الذي ينتهك مدونة إرشادات النشر، كما أنهم يعملون على الحد من انتشار أي محتوى «يتجاوز سياسة النشر» والترويج لصناع المحتوى «الموثوق بهم» على يوتيوب.
المشكلة أن القناة التي تثير الجدل تتجاوز حدود حرية التعبير في معظم الأحيان، حيث بدأت موقعاً على شبكة الإنترنت عام 1999 وقام بتأسيسها أليكس جونز، واشتهرت بكونها صوتاً لليمين الأمريكي المتطرف، وأيضاً بكونها مصدراً لنظريات المؤامرة والأخبار الكاذبة. ويتم إنتاج برامج القناة الحوارية وبقية مواد الموقع داخل استوديوهات غير معروف مكانها على وجه التحديد في ضواحي تكساس. ويتلقى موقع Infowars ما يقرب من عشرة ملايين زيارة شهرياً، الأمر الذي يجعله أكثر نجاحاً من العديد من مواقع الأخبار المشهورة مثل الإيكونوميست والنيوزويك على سبيل المثال.
ويحقق الموقع الكثير من الأرباح اعتماداً على الإعلانات خصوصاً تلك التي يذكرها جونز خلال برامجه الحوارية، ويعود ذلك إلى الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الرجل وسط الملايين من المؤمنين بنظريات المؤامرة والتفوق الأبيض والأفكار اليمينية بشكل عام.
واتخذت منصة فيسبوك قراراً بحظر عدد من حسابات الشخصيات المروجة للتفوق الأبيض وعلى رأسهم أليكس جونز، وشمل قرار الحظر منصة إنستغرام التابعة لها، وشملت الشخصيات التي شملها الحظر المتطرف اليميني ميلو يانوبولوس، ولورا لومير التي تخصصت في معاداة المسلمين، وقال متحدث باسم فيسبوك: «لقد اتخذنا قرارات بحظر الأفراد أو المنظمات التي تروج للعنف والكراهية، وعملية التقييم تأخذ وقتاً وجهداً كبيرين، ولكن في النهاية اتخذنا قراراً بإيقاف هذه الحسابات».
الخطوة ذاتها اتخذتها تويتر، حيث كانت الشركة ترفض إيقاف حساب جونز بدعوى أن ما يكتبه يندرج تحت بند حرية التعبير، ولكن بعد فترة من المراجعة قررت الشركة حظر الحساب لمدة أسبوع قبل أن يتحول القرار إلى حظر كامل، واتخذت شركة أبل القرار ذاته في محاولة لتحجيم انتشار خطاب الكراهية وتبعتها في ذلك منصة «فيميو» للفيديو.يوتيوب تدعو لعرض المحتوى «الهجومي» وترفع الحظر عن قنوات تبث الكراهية قبل أن تعيد إغلاقها
أليكس جونز مروج نظريات المؤامرة والأخبار الكاذبة ممنوع من فيسبوك وتويتر وإنستغرام
يوتيوب أزالت منذ عام قنوات Infowars ومقاطع الفيديو المرتبطة بها
فيسبوك حظرت عدداً من حسابات الشخصيات المروجة لتفوق العرق الأبيض
يوتيوب أغلقت قنوات عدة لليمين المتطرف في أوروبا