2018-10-21
قال خبراء ومتخصصون إن التنامي المتزايد في المخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية في مدينة العين يبشر بعودة قريبة لجريان مياه الأفلاج الميتة خلال عام ونصف على الأكثر.
وأكد مدير إدارة الأفلاج في بلدية مدينة العين مبارك بن عجلان العميمي، بدء تنفيذ مشروع لإيقاف استخدام المياه الجوفية في ري واحات العين لمدة عام ونصف العام تقريباً حفاظاً على الموروث البيئي والمخزون الاستراتيجي، ما يساهم بعودة الحياة للأفلاج الميتة مرة أخرى في القريب العاجل.
ويتضمن المشروع توفير المياه المحلاة لواحات العين، والتي تبلغ مساحتها خمسة ملايين و20 ألف متر مربع، من خلال زيادة أقطار الخطوط المغذية للواحات بالمياه المحلاة، مع إنشاء وصلات جديدة.
وأوضح العميمي، أن المياه الجوفية مصدر 65 في المئة من مياه أبوظبي، وأن معظمها كان يستخدم في الزراعة، وري الغابات والمساحات الخضراء، وكان يستنزفها بأكثر من 20 ضعفاً من معدل التغذية الطبيعية للخزانات الجوفية.
* خريطة جيولوجية للآبار
أكد عميد كلية العلوم في جامعة الإمارات الدكتور أحمد مراد، الحاجة إلى خريطة جيولوجية تحدد أماكن الآبار والخزانات الجوفية في العين، وإحصائها بدقة، لافتاً إلى أن الممارسات الخاطئة لبعض المزارعين والسحب الشديد من الآبار تؤدي إلى تردي نوعية المياه بزيادة ملوحتها وتراجع مناسيبها، حيث تزيد ملوحة بعض المناطق خصوصاً بالأعماق الأرضية.
وأشار إلى أن إمارة أبوظبي تعيد شحن الخزانات الجوفية من خلال مشروعين في ليوا، والشويب.
وأوضح لـ «الرؤية» أن منسوب مياه الخزان الطبيعي في مدينة العين يرتفع بشكل مطرد، مشيراً في هذا الخصوص إلى دور برنامج علوم الاستمطار الذي أعدته الدولة عام 1990.
وأفاد مراد بأن جهود الدولة لاستدامة الموارد المائية، كسن قوانين مواجهة سحب المياه الجائر، وتنظيم حفر الآبار، أسهمت في رفع منسوب المياه الجوفية.
ولفت إلى وجود عدد كبير من مصانع التحلية بالإمارة يصل عددها إلى 30 محطة رئيسة بإمارة أبوظبي تعوض نقصان المياه الجوفية، وتتيح الحفاظ عليها للأجيال المقبلة، مبيناً أن مردود هذه الجهود سيظهر مستقبلاً.
* 70 في المئة استهلاك الزراعة للمياه الجوفية
دعا الخبير في مجال اﻻستدامة والتطبيقات الخضراء والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات الدكتور عماد سعد، إلى الاستغناء عن الزراعة التقليدية المعتمدة على نظام الري بالغمر، واستبدالها بالزراعة الحديثة بهدف ترشيد استهلاك المياه الجوفية.
وتحدث عن إمكانية الاعتماد على مياه الصرف الصحي بعد خضوعها لنظام التكرير الثلاثي، والاستغناء عن استهلاك المياه الجوفية والتي يستنزف منها لأغراض الزراعة نحو 70 في المئة من استهلاك الدولة لهذه المياه العذبة.
وأضاف أن هيئة البيئة تدرس حالياً إمكانية تخزين المياه في خزانات جوفية وإعادة المياه في منطقة الشويب بالعين، لتغطية احتياجات منطقة العين وضواحيها، والمناطق الشمالية، فضلاً عن سعي الهيئة إلى إعادة تأهيل سبعة من حقول آبار المياه الجوفية غير المستعملة في العين والظفرة، وصيانتها ومراقبتها لتقييم حالة هذه الحقول، وإمكانية تغذيتها بالمياه المحلاة لتحسين نوعية المياه الجوفية، واستخدامها مستقبلاً عند الحاجة.
* 30 فلجاً جافاً
تضم العين فلجاً وحيداً جارياً هو فلج الداوودي، مقابل 30 فلجاً ميتاً بسبب استنزاف المخزون الجوفي الطبيعي على مدى العقود القليلة الماضية نتيجة عملية التنمية المتسارعة، وممارسات الري غير المستدامة بالقطاعين الزراعي والغابات، وزيادة الطلب على المياه العذبة نتيجة ازدياد عدد السكان، فضلاً عن شح الأمطار، والتغذية الضعيفة للآبار من ناحية جبال عمان، هي مصدر المياه العذبة الجوفية بالعين، مما أدى إلى تدخل الدولة لري الأراضي بمياه التحلية حرصاً على الزراعات في الواحات.