2018-07-21
حذرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع من أخطار السجائر الملونة والمزودة بنكهات، والتي تروجها شركات لا تألو جهداً في استهداف الشباب واستدراجهم إلى التدخين.
وأكدت لـ «الرؤية» مديرة البرنامج الوطني لمكافحة التبغ مديرة الرعاية الأولية في دبي التابعة للوزارة الدكتورة وداد الميدور أن هناك مروجين يبتكرون أساليب ذكية لتسويق السجائر في صفوف الشباب والشابات، بالتوازي مع حملات توعوية مكثفة تسلط الضوء على ضحايا النيكوتين الذين يلقون حتفهم سنوياً.
وتروج منافذ بيع سجائر ملونة بألوان زاهية ربيعية وفوسفورية متعددة مثل الأخضر والبنفسجي والوردي والأصفر والأزرق، بعيداً عن اللون التقليدي للسجائر، في محاولة لإغراء الأطفال واليافعين، وتقديم خيارات جديدة تساعد المدخنين على الشراء بأسعار مخفضة.
وشددت الميدور على ضرورة متابعة تداول هذا النوع من السجائر من قبل دوائر التنمية الاقتصادية والبلديات، مشيرة إلى تشكيل الوزارة فريقاً وطنياً بالتعاون مع البلديات لإطلاق مبادرات التوعية والمراقبة.
وكشفت عن إطلاق الوزارة أنظمة وقوانين وإجراءات محددة لمكافحة التدخين على مستوى الدولة، انطلاقاً من أن استهلاك التبغ يعد أحد مسببات الوفاة في العالم، وتجب محاربته بجميع الوسائل المتاحة.
ورصدت «الرؤية» في جولة لها أخيراً داخل منافذ ومحال لبيع مستلزمات الشيشة أصنافاً متعددة من النوع الجديد للسجائر، وبنكهات عدة كالتفاح الأخضر والعنب والتوت، وبأسعار تراوح بين 6 و 8.50 دراهم.
بدورها، أكدت بلدية الشارقة تشديد الرقابة على البقالات ومنافذ البيع في الأحياء السكنية التي تبيع علب السجائر خفية عن الأعين بعد قرار المجلس البلدي منع بيع السجائر والتبغ في جميع بقالات الأحياء السكنية وفي البقالات القريبة من المدارس.
وأشارت إلى وجود فرق تفتيش تعمل على مدار 24 ساعة للوقوف على تلاعب أصحاب البقالات، ومتابعة آلية تطبيق القانون وتحرير المخالفات بحق المتجاوزين، داعية إلى التواصل معها عبر الخط الساخن للإبلاغ عن هذا النوع من المخالفات.
بيع للزبائن الثقات
أفاد البائع في إحدى بقالات الشارقة (م. ق) ببيع السجائر للزبائن الموثوق بهم، مشيراً إلى جلب هذا النوع من مراكز تجارية كبيرة وإعادة بيعها مرة أخرى.
من جهته، أكد العامل في أحد منافذ البيع، صادق خان، تداول عدد من المستهلكين السيجارة الإلكترونية رغم القرار القاضي بحظر تداولها.
ولفت البائع جميل عنبراوي إلى تفضيل الجيل الناشئ من المراهقين شراء الأنواع الجديدة والمختلفة من التبغ الملون الذي يحمل نكهات البرتقال والليمون والشوكولاته، مؤكداً تجاوز الحظر القانوني عبر الاستعانة بشبكة الإنترنت لتسويق هذه المنتجات بين الشباب.
سموم في الخفاء
نبهت الاختصاصية النفسية أمل شريف الحوسني إلى خطورة الإعلانات التسويقية التي تروج لعلبة السجائر كأنها علبة شوكولاته لذيذة، بهدف استقطاب المراهقين والأطفال الذين يشترون المنتج بقصد التباهي به وتقليد المدخنين.
وشددت على ضرورة انتباه الأسر إلى مخاطر هذه السموم المتخفية في علب السجائر، مشيرة إلى أن الفتيات المراهقات هن الدائرة الأضعف في هذه المعادلة لانجذابهن إلى هذا النوع من التبغ ذي الألوان الجميلة والنكهات اللذيذة.
تلف في أنسجة الجسم
أشار اختصاصي الطب الباطني وأمراض الرئة في مستشفى زليخة بالشارقة الدكتور صلاح الدين فيصل إلى الأصناف الحديثة للسجائر، الرامية إلى جذب الشباب والمراهقين، مؤكداً تسبب التدخين في إتلاف أنسجة الجسم نتيجة نقص الأكسجين.
ونوه بأن الدراسات العلمية أظهرت أن التدخين أحد عوامل هشاشة العظام بسبب زيادة النيكوتين في الدم، وهو ما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، فضلاً عن تسببه في حدوث سرطان الرئة والحلق.